التوحد هو واحد من الاضطرابات التي تظهر عند الأطفال قبل بلوغهم الثالثة من أعمارهم، حيث يؤثر التوحد على نشأة الطفل بشكل كبير جداً في ثلاثة مجالات رئيسية: اللغة والمهارات الاجتماعية بالإضافة إلى سلوك الطفل في أثناء ما يعترضه من مواقف. والتوحد ليس اضطراباً مقتصراً على فئة معينة من الأطفال إنما يصيب الأطفال من كافة أماكن العالم ومهما كانت أعراقهم وجنسياتهم. ولكن هذا الاضطراب يختلف ويتباين من طفل إلى طفل آخر.
من أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب بالتوحد أن الطفل وهو في أشهر عمره الأولى فإنه يستجيب إلى كافة الأصوات التي تصدر عن عائلته والأفراد الذين يحيطون به، بالإضافة إلى ذلك فإن من أعراض التوحد أن يكون الطفل غير قادر على مشاركة الاهتمام بأمور معينة مع الآخرين المحيطين به، كما أن الأطفال الذين يكونون مصابون بمرض التوحد فهم غير قادرين البتة على أن يقلدوا حركات الآخرين المحيطين، هذا عدى عن عدم تفاعلهم مع ما ينتاب الآخرين من مشاعر مختلفة، وهم دائمو التظاهر باللعب على أنهم غير قادرين على إبراز أو إظهار أي نوع من أنواع اللعب، أما الحركات الجسدية لأطفال التوحد فهي حركات في الغالب تتسم بأنها غير طبيعية، وأبسط تغيير على نمط حياة طفل التوحد قادرة على أن تثير غضبه وبشكل كبير جداً وأخيراً فمزاج المصاب بالتوحد هو مزاج غير طبيعي البتة، فهو قد يكون عدوانياً فجأة أو أنه قد يكون سليماً وديعاً مسالماً فجأة.
كما ذكرنا فإن التوحد متنوع في درجة شدته بين الدرجة الخفيفة والدرجة الشديدة، وأعراضه التي ذكرت سابقاً قد تختلف هي الأخرى بدورها ما بين الأطفال، أما بالنسبة لفحص وتشخيص هذا الاضطراب فيكون على أيدي الطبيب المشرف المختص بهذه الحالة، وعن طريق العديد من الاختبارات التي يجريها هذا الطبيب أو مجموعة الأطباء على هذا الطفل والتي تتنوع ما بين اختبارات لغوية وكلامية وسلوكية أو أنهم قد يلجؤون إلى إجراء الفحص السريري الكامل أو اختبارات الدم. وفي الحالات الكثيرة فإن فحص وتشخيص هذا المرض لا يكون إلا في السنتين الثانية والثالثة من عمر الإنسان فقط.
مما يجدر ذكره في هذا السياق أنه لا يوجد علاج و دواء شاف ناجع لمرض التوحد، إلا أنه هناك العديد من الإجراءات المتبعة والتي تشكل فيما بينها خطة علاجية للمريض ومن أبرز هذه الإجراءات المعالجة السلوكية ومعالجة النطق والعلاج و دواء الطبيعي وتغيير شامل في النظام الغذائي.