مقدّمة
العناية بجميع فئات المجتمع وتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم، من الأمور الغاية في الأهميّة، وهناك العديد من الفئات التي تتطلب عناية خاصّة مثل المراهقين، والشباب، وذوي الاحتياجات الخاصّة، وكبار السن، وهذه المسؤوليّة تقع على مؤسسات المجتمع، والأسرة، فالعناية بهذه الفئات من مظاهر تقدم وتحضّر المجتمعات، وهي أحد ما هى اسباب ازدهاراها أيضاً، ومن الفئات التي سنلقي عليها الضوء في هذا المقال الأطفال المصابون بالتوحّد.
مرض التَّوحد
التَّوحد ويطلق عليه أيضاً الذاتويّة هو اضطراب عصبي، يظهر عند الأطفال قبل بلوغهم الثالثة من العمر، ويتجلّى بضعف التواصل الاجتماعي، ومشاكل وعيوب في اللفظ، ومواجهة صعوبة في فهم الجمل ذات الكلمات وعبارات المتتاليّة، أي عند طرح عدة أوامر أو متطلبات، لا يستطيع الطفل المصاب بالتوحد استيعابها، وكذلك يكّون لنفسه بعض الحركات الخاصّة التي يقوم بها بشكل مستمر، والمسبب في هذه الحالة هو طفرات جينيّة تنتج تشابك مختلف في الأعصاب الدماغيّة، ويُعزى هذا الخلل لعوامل وراثيّة معقّدة.
كيفيّة التعامل مع الطفل التَّوحد
من أكثر الأمور صعوبة في التعامل مع الطفل المتوحِّد أنّه لا يتعامل مع الأمر الواحد بنفس الطريقة، أي أنّه من الممكن أن يفرح لتصرّفٍ معيّن اليوم، وفي اليوم التالي يزعجه نفس التصرّف، ولكن إن تمّ أخذ الأمر بأنّه من الطبيعي أن تختلف ردّة فعل الإنسان على أمر معين، تبعاً لمزاجه وحالته النفسيّة في ذلك الوقت، ومن أهم الأسس العامّة للتعامل مع طفل التوحد:
- محاولة فهم حالته النفسيّة، ومعرفة فيما إذا كان الآن فرحاً أو حزيناً.
- تطوير مهاراة الاتصال والتواصل لديه، فالتواصل بين البشر هي صفة هامّة، ولا يستطيع الإنسان العيش بمفرده، الأمر الذي يجعل المهمة الأولى لمربي الطفل المتوحِّد هو مساعدته على التواصل مع الآخرين والنظر إليهم عند التحدّث، فهم يواجهون مشكلة في التواصل البصري مع الآخرين، مع أنّهم يفضلون الكتابة، ومشاهدة الصور التي تدلّ على معاني معيّنة، بدلاً من سماع الألفاظ.
- دمج الطفل مع أقرنائه، فغالباً ما يميل للتعامل مع من هم أكبر سناً منه، والسبب في هذا الميل كون الكبار اعتادوا عليه، ويتفهّمون حالته، مع ذلك فيجب على الطفل التعوّد على التعامل مع من هم في سنه.
- شغله بأمر ما عندما يكرّر حركاته النمطيّة، بأسلوب ذكيّ من غير نهي أو قسوة،إذ إنّه سيستاء جداً إن تم توبيخه أو منعه عن التصرّف الذي يقوم به عنوة.
- تنمية ثقته بنفسه، فالطفل المتوحِّد يعاني من قلة الثقة بالنفس، فيجب تعزيز هذه الثقة، والتعامل بالرفق واللين إن قام بعملٍ خاطئ؛ لأنّ التوبيخ يزعزع ثقته بنفسه أكثر.
- تدريبه على الدفاع عن نفسه واسترداد حقه: من أكثر الأمور التي تحزن أسر الطفل المتوحد عدم قرته على الدفاع عن نفسه، حتىّ لو قام طفل آخر بضربه، أو أخذ طعامه، سيستسلم دون أي رد.