يلقب الصحابي الجليل عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – بحبر الامة وترجمان القرآن. هو ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث أنه ابن العباس بن عبد المطلب – رضي الله عنهما -، عندما هاجر الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة كان عمره ثلاث سنوات فقط. وقد كان – صلى الله عليه وسلم – يدعو له دائماً بـ " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ". وقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن عباس مقدماً في العلم وفي الاستشارات، عند الصحابيين الجليلين عثمان بن عفان والإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم أجمعين – بسبب فقهه و علمه في الدين، حتى ان الإمام علي بن أبي طالب كان قد جعله والي البصرة.
لقد كان ابن عباس بحراً في العلم والمعرفة، فلم يكن يسأل عن شيء إلا وأجاب فيه، فإذا سئل عن القرآن أجاب وأفاض، وإذا سئل عن الحديث فعل نفس الشيء وإذا سئل عن أحوال الصحابة – رضوان الله عليهم – لم يترك شيء إلا وذكره، لهذا فقد كان بحراً من العلم هلى هيئة إنسان، وقد سئل يوما عن سر هذا العلم كله، فأجاب أن السر يكمن في سؤاله الدائم وعقله الفاحص الذي لا يقبل أي شيء مباشرة بل يجب أن يشك به ويدققه ثم يقبله وهذه فعلاً صفات العلماء في اى علم فهم دائمو السؤال والشك شغوفون بالمعرفة و الاطلاع والعلم. من صفات هذا الصحابي الجليل أنه كان يمتلك ذكاءً حاداً وذاكرة حديدية وكان صاحب حجة قوية جداً وكان محاوراً من الطراز الرفيع جداً حيث لم يكن يسعى لإثبات تفوقه على من يحاوره غنما كان يسعى للوصول إلى الصواب والحقيقة فقط في حواراته مع الناس وبسبب هذه الميزة الرائعة فيه فقد أرسله علي بن أبي طالب ليحاور الخوارج فسلب ألبابهم بقوة منطقه وحجته، و أسفر هذا الحوار عن عدول وتراجع ألفين من الخوارج عن موقفهم هذا. كان ابن عباس رضي الله عنه مع السلم ضد الحرب، فكان دائماً يفضل حقن دم المسلمين، وعدم دخولهم في صراعات سياسية يمكن ان تحل بالتراضي و الحوار.
توفي هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه في العام 68 من الهجرة في مدينة الطائف و دفنه العباس بن محمد بن عبد الله بن العباس و محمد بن الحنفية و علي بن محمد و آخرون.