تمرّ الأم الحامل بتغيّرات مختلفة خلال فترة حملها خصوصاً في الأشهر الأولى منه، تتضمّن تغيّرات في المزاج، وأخرى في الوزن، وأيضاً في نسبة الهيموجلوبين في الدم، وربّما ترافقها تغيّرات أخرى في شكل البشرة أو نضارتها، فربّما تظهر بعض الحبوب أو البثور والكلف الناتج عن الحمل على وجهها، وقد يزداد كرهها لبعض الأطعمة، بينما تُقبل على تناول أخرى بشراهة كبيرة، كما تطرأ تغيّرات تدريجيّة في مستوى السكر أو الضغط، إضافة إلى بعض التغيّرات الهرمونية المؤقتة والتي تزول جميعها بعد الولادة بأشهر قليلة، فتعود إلى حالتها الطبيعيّة بسرعة .
ولا بدّ أن نعلم بأنّ الجنين في بطن أمه يبدأ تدريجياً بعد بث الروح فيه بمشاركة أمّه غذائها من طعام وشراب؛ لذا فهي قد تتعرّض لاضطراب في مستوى الهيموجلوبين في الدم، وذلك ناتجٌ عن سحب المواد المغذّية من قبل الجنين بشكل يومي، لذا يسارع الطبيب إلى إعطاء الأم الحامل مجموعة من المكمّلات الغذائيّة من الحديد والفيتامينات حتى تحافظ على مستوى الدم في حدوده الطبيعيّة دون أن تصاب بمرض فقر الدم "الأنيميا"، وما يترتّب عليها من مشاكل وعيوب صحيّة أخرى: كالإرهاق، والتعب العام، والشحوب، ودوار الرأس " الدوخة "، وضعف الحواس من النظر والسمع، كذلك تقلّبات إضافيّة في المزاج من عصبيّة أو قلق أو كآبة.
وقد يؤدّي فقر الدم عند الأم الحامل إلى مشاكل وعيوب كبرى لدى الجنين، فقد يتسبّب بضعف جسدي عام له حينما يكبر، أو تصيبه بتشتّت في الانتباه أو ضعف في التركيز في مراحل عمريّة متقدّمة، أو انخفاض ملموس في مستوى الذكاء، أو حتّى الإصابة بفقر الدم، كما أنّ الدراسات أثبتت بأنّ عدم تناول حمض الفوليك من قبل الأم الحامل عبر المواد الغذائية أو على شكل أقراص دوائية يزيد فرص إصابة الجنين بتشوّهات خلقية صعبة كالشفة الأرنبيّة.
نسبة الهيموجلوبين الطبيعيّة عند الأم الحامل
تكمن وظيفة الهيموجلوبين في الدم بأنّه يقوم بحمل الأكسجين والغذاء إلى كافّة الخلايا الحيويّة في جميع مناطق الجسم، ويجب أن تكون نسبة الهيموجلوبين في مستويات محدّدة تختلف حسب عمر الإنسان وجنسه، حتى تتمكّن أعضاء الجسم من القيام بوظائفها بكفاءة عالية. والمستوى الطبيعي للهيموجلوبين يجب أن يكون كالتالي:
- عند الذكور البالغين : من 13.5 - 17.5 جرام/ ديسيليتر.
- عند الإناث " غير الحامل ": من 12 - 14 جرام/ ديسيليتر.
- عند الأطفال: من 11 - 16 جرام/ ديسيليتر.
- عند الأم الحامل: من 11 - 12 جرام/ ديسيليتر.