تُعدّ لعبة الشطرنج واحدةً من الألعاب الذهنيّة، والتي يقاس بها تقدّمّ البلاد والحضارات عبر الزّمن؛ حيث كان لهذه اللعبة شأنٌ منذ القدم. إنّ العديد من الدول ادّعت بأنّها هي صاحبة اختراع لعبة الشطرنج، ويرجّح الكثيرون على أنّ دولة الهند هي الأصل في نشأتها، وذلك لوجود لعبة كانت رائجة فيها، وفي القرن السادس للميلاد وتعرف بـ( الشاطرونجا )، إلاّ أنّها قد عرفت بشكلها القريب لتعرف على ما هى عليه اليوم في دولة الصين، وذلك يعود للقرن الثاني قبل الميلاد.
لقد راجت هذه اللعبة بشكل لافتٍ حتّى وصلت إلى بلاد الغرب حيث أوروبا، وأيضاً إلى بلاد الشّرق حيث اليابان، وأكثر هذه الشعوب قد أضافت على لعبة الشطرنج حتى أصبحت بشكلها الّذي تعرف به اليوم؛ حيث إنّ بلاد فارس أيضاً أضافت عليها، فوصلت إلى وطننا العربي، وأيضاً إلى منغوليا، ومنها إلى روسيا؛ حيث كان الروس يتنافسون في لعبها وذلك منذ القرن السابع للميلاد، إلاّ أنّها لم تصل إلى إسبانيا إلاّ في القرن العاشر للميلاد، وذلك بحسب كتابٍ مخطوط يعرف باسم (كتاب الألعاب)؛ حيث تمّ وصف هذه اللعبة بدقّة، إضافة إلى لعبة ( طاولة الزّهر ).
إنّ روايات عديدة تحدّثت عن أصل لعبة الشطرنج، والبلد الأم لها؛ حيث روي أنّ مخترعها هو القائد ( بالميداس ) الإغريقي الأصل، وهنالك أحاديث تقول بأنّ الكلدان هم من اخترعوها، وكما أسلفت فهناك من يصرّ على أنّها اختراع صيني، ولكن بعض العلماء يؤكّدون على أنّ ( شانو نانا في) وهو من الهند قد قام باختراعها. يتمّ اللعب بالشطرنج عن طريق رقعة، وهي مقسّمة بشكل مربّعات، وعددها 64 مربّعاً، ويكون لونها في معظم الأحيان مقسوماً بالتساوي بين الأبيض والأسود؛ بحيث يكون مربّعاً أسوداً وبجانبه الأبيض، ليأتي الصفّ الثّاني فتتعاكس الألوان، لتشكّل شبكة مربّعة الشكل، لا يتقابل أيّ لون مع مثيله، وإنّما مع مخالفه.
تُلعب الشطرنج بين شخصين، فواحدٌ منهما تكون من حصّته الأحجار ذات اللون الأبيض، والآخر تكون حصّته الأحجار ذات اللون الأسود، ويكون من حصّة اللاعب ما يساوي ستة عشر حجراً، وهي مؤلّفّة من: ( ملك، ووزير، وحصانين، وقلعتين، وفيلين، وثمانية جنود)، ويكون للّاعب في الطرف الآخر نفس النصيب من الأحجار. تتحرّك الأحجار في اتجاهات محكومة على كلّ نوع منها، وفي النهاية يتحقّق نصر أحد اللاعبين، وذلك عندما يقوم بقتل آخر حجر موجود وهو الملك الّذي يبقى حتّى النهاية، وبكلمة ( كش ملك ) تكون النهاية السّعيدة لواحد، وحزينة للآخر.
إنّ هناك الكثير من البطولات العالميّة التي أقيمت في مجال هذه اللعبة، ونال عنها الرابحون جوائز عديدة وثمينة، وهي لعبة تشّجع عليها أغلب الدول وتمارسها.
