الشمع
ارتبطت صناعة الشموع على مر العصور بالإنارة، فكانت مصدراً أساسيّاً له بالليل، وتاريخ صناعتها يعود إلى الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية والبابلية، وبقي استخدامها كحاجةٍ أساسيةٍ للإنارة حتّى تمّ اختراع المصباح الكهربائي نهاية القرن التاسع عشر. بهتت الحاجة اليها للإنارة، ولكن بقي لها بريقٌ خاصٌ في عصرنا الحالي، فاستخدامها أصبح مرتبطاً بالمناسبات والأفراح ولإضفاء أجواءٍ رومنسية للمكان.
صناعة الشموع اليوم فنٌ قائمٌ بحدّ ذاته، وحرفة تدرّ دخلاً جيّداً لمن يعمل بها، فأصبحت الشموع تصنع على شكل تحفٍ للزينة بألوانٍ زاهيةٍ وجميلةٍ، أو تستخدم لتعطير الجو من خلال إضافة روائح عطريةٍ لها، وتبقى الشموع لا غنى عنها كمصدرٍ للإنارة في حال انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل.
قديماً كانت الشموع تصنع بربط مجموعةٍ من الخيوط القطنية بقطعة خشب، ومن ثم غمسها في وعاءٍ فيه دهنٌ ذائبٌ، الغمس يتم ببطء، حتى يتماسك الدهن على الخيوط، ويتكرر لمراتٍ عديدةٍ لإعطاء السماكة المطلوبة للشمعة، بعدها تكون الشمعة جاهزةٌ لكن يجب الحفاظ على استقامتها وتعديلها، وأبرز مشاكل وعيوب هذة الطريقة الرائحة الكريهة المنبعثة من الدهن المشتعل.
أنواع الشمع الخام
- شمعٌ مصنعٌ من شحوم الحيوانات أو السمك: يعطي حرارةً وإضاءةً جيدةً، ولكن رائحته كريهةٌ عند الاحتراق، واستخدم في العصور القديمة، وكان غالي الثمن وليس متاحاً للجميع.
- شمع البرافين: أنتج أول مرةٍ خلال القرن التاسع عشر ميلادياً، وهو عبارةٌ عن مادةٍ هيدروكربونية من عائلة الألكانات، صلبٌ ولونه أبيضٌ إلى عديم اللون، ويعطي إضاءةً جيدةً، والدخان المنبعث منه قليلٌ. هو الأقل سعراً، والأسرع ذوباناً، ولكنه يعطي رائحةً عند تسخينه قد تسبب حساسية ً للإنسان.
- شمع النحل: منتجٌ من موادٍ طبيعيةٍ، صديقٌ للبيئة، يعطي لهباً نقياً ولا دخان له، غالي الثمن جداً، وله رائحةٌ مميزةٌ لا يجوز تعطيره.
- شمع الصويا: وهو المصنّع من مادة فول الصويا، هو مادّةٌ صحيةٌ وصديقةٌ للبيئة، ويحترق ببطءٍ شديدٍ ممّا يعطي عمراً أكبر للشمعة، واستخدم أول مرةٍ في القرن العشرين.
طريقة صناعة الشموع
الأدوات
- القوالب: هناك أنواعٌ متعددةٌ من القوالب الممكن استخدامها لإنتاج الشموع، وهي:
- القوالب المعدنية، يمكن استخدامها مراتٍ عديدةٍ دون أن تتلف نتيجة الحرارة، ولهذا النوع ثقبٌ في منتصفه لتثبيت الخيط ( الفتيل)، وقاعدةٌ متحركةٌ يتم إزالتها ودفع الشموع بعد أن تجف بداخل القالب.
- قوالب الجبص وهي الأقل كلفةً ولكن لا تنتج سوى أشكالٍ بسيطةٍ.
- قوالب المطاط والسيليكون: يمكن إنتاج أشكال أكثر تعقيداً باستخدامها.
- القوالب البلاستيكية: تتلف بسرعةٍ نتيجة الحرارة، ولكنها رخيصة الثمن وتغطي أشكالاً معقدةً بعض الشيء.
- هناك بعض القطع التي يتم سكب الشموع بها، ولا يتم إزالته منها وكأنه جرةٌ لحفظ هذه الشموع، مثل الكاسات الزجاجية وتساعد هذه الأشكال على إعطاء لمساتٍ جماليةٍ للشموع من خلال صفاء لونها أو زخرفتها أو الأشكال اللا نهائية لها.
- ميزان حرارةٍ خاصٌ بالشمع.
- قدرين أحدهما كبير والآخر أصغر حجماً، لعمل حمامٍ مائيٍ لإذابة الشمع. تجدر الإشارة إلى أنه يفضل عدم وضع الشمع مباشرةً على النار خصوصاً شمع البرافين لأنه مصنع من مواد نفطية وهو قابل للاشتعال.
- ورقٌ أو كرتونٌ لتعطية الطاولات حتى لا تتّسخ بمادة الشمع صعبة التنظيف.
المواد الأساسية
- شمعٌ خامٌ (شمع النحل، أو شمع البرافين أو شمع الصويا)، أو يمكن استخدام شموع قديمة نصف مستخدمة أو شموعٌ أطرافها متكسرةٌ لا يمكن إشعالها.
- الخيوط: هي فتيل الشمعة، يجب أن تكون قطنيةً 100%، طولها وسماكتها يعتمد على أبعاد الشمعه المراد إنتاجها، كلما زادت سماكة الشمعة تزيد سماكة الخيط.
المواد الاختيارية
- الفازلين أو السيليكون أو مادةٌ زيتيةٌ: بهدف تسهيل عملية سحب الشموع من القوالب، وإعطاء لمعةٍ للسطح.
- مادّة ستيرين Stearin: وهي مادة تستخدم لتلميع سطح الشموع، لإضفاء لمعةٍ على سطحها، وهي مادّةٌ رخيصة الثمن.
- حامض الستيريك: وهو مادة مصنعة تعطي للشموع قوامها الصلب.
- صبغات: يجب أن تكون ذات قاعدةٍ زيتيةٍ وليست مائية، وهناك أنواعٌ خاصةٌ تستخدم للشموع، وإضافتها تكون بكميةٍ قليلةٍ تعد بالغرامات.
- العطور
- إكسسوارت: ترجع إلى مخيلة وإبداع المنتج للشمع، مثل الصدف، والأحجار، ومواد بلاستيكية، وشبر وغيرها.
طريقة التحضير
- تغطية الطاولات بالورق أو الكرتون.
- تحضير القوالب وذلك بإضافة الخليط لها، ويمكن أن تواجهنا عدة حالات وهي:
- يمكن أن يحتوى القالب على فتحةٍ في منتصفه يمرر الخيط خلالها ويربط، وتسكر الفتحة بعجينةٍ أو لاصقٍ يتحمل الحرارة حتى لا يتسرب الشمع عند الصب.
- في حال عدم وجود فتحةٍ في القالب المستخدم، يمكن لصق الخيط بالمنتصف باستخدم لاصقٍ يتحمل الحرارة.
- عملية المحافظة على الخيط في منتصف القالب من الأعلى تتم بعمل كبشايةٍ من قلمٍ طوله أكبر من قطر القالب، وربط الخيط به من أعلى، وهكذا يبقى القلم في منتصف فتحة القالب. فيكون الخيط مشدوداً وفي الوسط.
- هنا يمكن إضافة خطوةٍ اختياريةٍ قبل تثبيت الخيط، وهي مسح القالب بمادة الفازلين أو السيليكون بهدف تسهيل انزلاق الشمع منه بعد جفافه.
- باستخدام القدرين يعمل حمامٌ مائيٌ، وذلك بملئ القدر الكبير لنصفه بالماء ووضعه على النار، ثم يوضع القدر الصغير بداخله.
- يوضع الشمع داخل القدر الصغير، بعد تقطيعه لقطعٍ صغيرةٍ، كلّما صغر حجم قطع الشمع كانت عملية إذابتها أسهل وأسرع.
- يتم استخدام ميزان الحرارة لمراقبة درجة حرارة الشموع داخل القدر، فكل نوع له درجات حرارة معينة وهي كالتالي:
- شموع البرافين يجب أن لا تزيد الحرارة عن 60 درجةٍ مئوية.
- شموع الصويا يجب أن لا تزيد درجة الحرارة على 82 درجةٍ مئوية.
- شموع العسل يجب أن لا تزيد درجة الحرارة على 80 درجةٍ مئوية.
- عندما ينصهر الشمع بشكلٍ كاملٍ، ويصل للحرارة المطلوبة
- هنا خطوةٌ اختياريةٌ وهي إضافة مادة حامض الستيريك للشمع وذلك بهدف إعطاءه صلادة.
- تضاف الألوان والعطور ويحرك المزيج بملعقةٍ خشبيةٍ حتى يتجانس تماماً.
- يصب المصهور في القواب التي تم تجهيزها، عملية الصب تكون ببطءٍ حتى لا يخرج المصهور إلى خارج القالب ، لكن عند صب المصهور يجب ترك كميةٍ لتعبئة الفراغات التي ستظهر في القوالب في خطوةٍ لاحقة.
- تترك القوالب لتبرد ليس بشكلٍ كاملٍ، لكن حتى تتشكل طبقةٌ على سطحها.
- تثقب الأسطح بدبوسٍ أو بعود خشبٍ (نكاشة أسنان) بأكثر من موضع، الهدف من ذلك السماح لفقاعات الهواء والتي كانت بين جزاء السائل لتخرج وهذا يجعل الشمعة المشكلة أقوى وبدون فراغات.
- تترك الشمعة قليلاً، وبعدها تصهر كمية الشمع التي تم تركها في النقطة الخامسة بحمامٍ مائيٍ مرةً أخرى وتصب في الفراغات بالقوالب المنتجة.
- هنا تترك الشمعة لتجف كلياً، مدة يومٍ أو أكثر.
- تزال الشموع من القوالب، أو من الممكن أن يكون القالب كما أسلفنا هو نفس الوعاء المرغوب ترك الشموع بداخله.
- بعد إزالة الشموع من القوالب، من الممكن أن يكون لها زوائدٌ، خصوصاً إذا كان الشكل كثير المنحنيات، يعمل على إزالة تلك النتوء بلطفٍ شديدٍ باستخدام سكين.
- خطوةٌ اختياريةٌ: هي غمس الشموع في محلول التلميع (ستايرن) وهي تعطي سطحاً مصقولاً ولامعاً للشمعة، وتخفي عيوب السطح وتسد الفراغات إن وجدت على سطح الشمعة.
- خطوة اختيارية أخرى: هي إضافة الاكسسورات إلى الشمع وتزينها بالشبر أو الصدف، ومن الممكن وضع أدوات الزينة بالقالب قبل صب الشمع فوقها فتكون جزءً من الشمعة وليست فقط إضافةً لها.