عرفت الصناعة كمفوم منذ سالف الأزمان و غابر العصور ، و لكنها كانت و لا ريب ولا شك بدائية بسيطة يدوية صرفة معتمدة على مواد أولية بسيطة و أفكار بسيطة و مجهودات شخصية ، و تطورت الصناعة من عصر إلى عصر رويداً رويداً ، و لكن خلال المائتي سنة الأخيرة فقد قفزت الصناعة قفزات هائلة و أضحت المصنوعات بين أيدينا و حولنا أكثر من أن نحصيه عدا في مقام واحد.
يصنف الدارسون اليوم الصناعات إلى نوعين أساسيين : و هما الصناعات الإستخراجية و الصناعات التحويلة ، و يقصد بالصناعات الإستخراجية هي عملية إستخراج الثروات من باطن الأرض ، كإستخراج الفحم الحجري و إستخراج البترول و إستخراج الذهب و غيره من المعادن المختلفة ، و أما النوع الثاني - و هو ما أردنا تسليط الضوء عليه في هذه المقالة - فهو الصناعات التحويلة ، و هي التي يتم فيها تحويل المواد الأولية الماخوذة من الطبيعة - أو المصنعة سابقاً كمدخلات في صناعة أخرى - إلى مواد جديدة جاهزة تستخدم في نواح مفيدة في حياة المجتمع .
المواد الأولية المستخدمة في الصناعة منها تعرف ما هو أصله نباتات كالقطن و المطاط و القمح و سائر المحاصيل الزراعية، و منها تعرف ما هو أصل مصدره الحيوانات كالجلد و الصوف و العاج و اللحوم و الشحوم و الألبان و القرون ، و منها ما مصدره الطبيعة - كمستخرج ضمن الصناعات الإستخراجية - كالحديد و النحاس و البترول و الفحم الحجري و الزيت الصخري .
تدخل المواد الأولية في العملية الصناعية لتصنيع منتجات شتى ، فإذا ما نظرت حولك رأيت مئات بل آلاف الأشياء مما تنتجه المصانع اليوم ، و فيما يلي نبذة صغيرة - غير مفصلة- بأهم المنتجات التي نحصل عليها من المصانع في أيامنا هذه :
الأثاث ، الأجهزة الكهربائية ، الطائرات ، السيارات ، الملابس ، السكاكر ، الأطعمة ، الأدوية ، مواد البناء ، المجوهرات ، الأسلحة ، مواد التنظيف ، و غيرها.