لقد خلقنا الله سبحانه لغاية عظيمة هي عبادة ووعدنا بالجنة في بداية الخلق، لذا كانت الدنيا ممر عابر نمر به قبل الوصول إلى غايتنا وحياتنا الحقيقية في الآخرة، وكانت القيامة هي البداية وهي النهاية: هي بداية الحياة الأخروية، ونهاية الحياة الدنيوية.
ورغم أن وقت قيام الساعة ليس معروف: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ? قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ? لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ) 187الأعراف، إلا أن الله سبحانه قد بين لنا بعض علامات و دلائل الساعة قبل وقتها بمدة (علامات و دلائل صغرى)، وقريبا من وقتها (علامات و دلائل كبرى) وهذه الأخرى هي التي سنتكلم عنها، وهي بالترتيب:
قتال الروم
في البداية تحصل معاهدة بين المسلمين والروم (أوروبا حالياً)، ويقاتل الطرفين في صف واحد ضد عدو مشترك وينتصران، لكن الروم بعد ذلك ينقضون العهد فيقاتلهم المسلمين، يقول رسول الله في مسند الامام أحمد: (سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِى تُلُولٍ فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَدُقُّهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ)
المهدي المنتظر
عندما يبدأ الروم بقتال المسلمين تمتلأ الأرض ظلماً ويستشهد عدد من المسلمين إلى أن يظهر المهدي ويقود الجيوش، وهو رجل وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي ، وكنيته كنيتي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا)، ويرفض المهدي الامارة لكن المسلمين يجبرونه عليها، ويضطر للموافقة بسبب عدم وجود قائد، ويجتمع حوله المسلمون من كل البقاع، حتى يجتمع جيش عظيم يفتح الله على يديهم بلاد كثير من اسطنبول وبلاد اوروبا حتى يصلوا إلى روميا (ايطاليا)، فيصيح فيهم الشيطان أن الدجال قد خرج في أهليكم، وهو كاذب كي يضعضع صفوف المسلمين. فيقوم المهدي عندها بارسال عشرة فوارس هم خير فوارس أهل الأرض ليتأكدوا الخبر فيظهر الدجال عندها حقيقة.
الدجال
وهو أكبر فتنة على الأرض، أعطاه الله قدرات يريها للناس فيفتنهم عن دينهم، حتى يتبعه عدد من الكفار وضعاف الايمان فيجتمع فيهم في فلسطين لمحاربة جيش المهدي الذي يكون مستقراً عندها في دمشق، ومن صفات الدجال التي يميزها بها المؤمن ما ورد عن رسول الله بقوله: (إن المسيح الدجال رجل قصير ، أفحج ، جعد ، أعور ، مطموس العين ، ليست بناتئة ولا حجراء ، فإن ألبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ، وأنكم لن تروا ربكم) رواه الامام احمد، ويعيش الدجال في الأرض أربعين يوماً، يوماً كسنة ويوماً كشهر ويوماً كاسبوع، وباقي أيامه كأيامنا.
نزول عيسى عليه السلام
ينزل سيدنا عيسى على الأرض في وقت حرج قبل بدأ المسلمين (بقيادة المهدي) بالقتال بعد أذان الفجر، فيصطف الناس لصلاة الفجر ويأمهم المهدي بعد رفض سيدنا عيسى أن يأم فيهم بوجود المهدي، ويحمل عيسى عليه السلام الراية ويقتل الدجال فيكبر المسلمون، ثم يوحي الله إلى عيسى عليه السلام أن يحتمي هو ومن معه في جبل الطور خوفاً من ظهور يأجوج ومأجوج.
يأجوج ومأجوج
وهم القوم الذين حبسهم ذي القرنين في السد ويحاولون منذ ذاك اليوم أن ينقبوه، حتى إذا أذن الله سبحانه لهم بالخروج ينهار السد فيعيثون في الأرض فساداُ، ويأكلون (الأخضر واليابس) ويشربون مياه بحيرة طبيرة حتى تجف عن بكرة أبيها، والمسلمون مختبأون في الجبال يدعون الله، ثم يسلط الله عليهم دودة اسمها (النغف) تقتلهم ميتة رجل واحد، فيبعث عيسى عليه السلام رجل من خيرة أهل الأرض لينظر ما حصل لهم فيبشر بموتهم، ويدعوا المسلمون الله أن يخلص الأرض من نتنهم، فيبعث الله طيوراً تأخذ جثثهم، وينزل المطر ليطهر الأرض ويعيش المسلمين فترة ازداهر في ظل حكم عيسى عليه السلام حتى يموت بعد سبع سنين من نزوله.
الدابة
وهي دابة (حيوان) تخرج من مكة وتكلم الناس وتطبع على جبين الكافر أنه كافر وعلى جبين المؤمن أنّه مؤمن.
خروج الشمس من مغربها
تخرج الشمس من مغربها تقريباً في نفس وقت خروج الدابة، وتستمر ثلاث أيام، ويكون ظهور نقطة فاصلة لا تقبل بعدها توبة.
الدخان
فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبينص 10
وهو دخان يطغى على السماء والأرض ويدب الخوف في قلوب العباد.
موت المسلمين والصالحين
بعد ذلك تأتي ريح طيبة تأخذ أرواح المسلمسن حتى لا يبقى في الكون مسلم واحد، وتختفي المصاحف وتهدم الكعبة، ولا يذكر اسم الله في الأرض بعدها أبداً.
خروج النار
تخرج من اليمن وتحشر جميع الخلائق في بلاد الشام حيث ينفخ في الصور النفخة الأولى وتكون أرض المحشر.
اللهم احمنا من فتن يوم القيامة.