في خضمّ الفتن التي تموج بالمسلمين في عصرنا الحاضر تصبح الحاجة ملحّةٌ لأن يحافظ المسلم على دينه، فالثّبات على الدّين يصبح صعباً بلا شكّ حين تموج الفتن بنفوس المسلمين، وفي الحديث يصبح الحليم فيها حيرانا، وكذلك يصبح المسلم وكأنّه قابضٌ على الجمر، وكلّ ذلك هو إشاراتٌ على صعوبة الثّبات على الدين، ومن هنا يرغب المسلم دائماً في التّعرف على الأمور التي تعينه وتساعده على حفظ دينه، ونذكر منها :
- أن يراعي الإنسان عدم التّعرض للفتن، ذلك بأنّ الإنسان قد يكون مؤمناً قويّاً ولكن حين يتعرّض للفتن قد يضعف ويستسلم لها، ومثالٌ على ذلك كمن يدخل مكاناً ينتشر فيه الاختلاط الفاضح، ويقول في نفسه سوف أتوكّل على الله وأواجه الباطل بإيماني ولن أكترث له، فقد يضعف هذا المسكين ليرى نفسه يخضوض بالباطل مع الخائضين، وبالتّالي فإنّ السّلامة تكون باجتناب أماكن الفتن كي يحفظ الإنسان دينه .
- كما أنّ من الأمور التي تحفظ على المسلم دينه استعانته بالله تعالى على ذلك، فالمؤمن ومهما بلغ من الإيمان فهو بحاجة إلى الدّعاء والالتجاء إلى ربّه دائماً، وذكر الله تعالى هو خير حافظٍ للإنسان، وفي الحديث اللهم يا مقلّب القلوب، ثبّت قلوبنا على دينك .
- أن يحفظ المسلم نظره عن النّظر إلى ما حرّم الله تعالى، وأن يحفظ لسانه عن الخوض في أعراض النّاس والتّكلم فيما حرّمه الله تعالى من الغيبة والنّميمة، وأن يحفظ يده أن تمسّ ما حرّمه الله تعالى عليه، وأن يحفظ رجله بأن تمشي إلى ما حرّمه الله تعالى عليه، فإذا حفظ حواسه تلك عن ما حرّمه الله تعالى حفظ دينه واستبرأ له .
- كما أنّ من بين الأمور التي تعيين المسلم على حفظ دينه اجتناب الشّبهات، فالشّبهات قد توقع الإنسان المسلم في الحرام البيّن إذا استهان بها، وإنّ الأحوط للمسلم وحتى يتحرّز لدينه ويحفظه أن يجتنب الشّبهات ما أمكن .
- وأخيراً على المسلم أن يراجع قلبه باستمرار وأن يختبر الإيمان فيه، ذلك أنّ الإيمان في النّفس يزيد وينقص، فإذا شعر الإنسان بضعف إيمانه استزاد من الطّاعات والقربات حتّى يزيد إيمانه ويكون دينه محفوظٌ بتقوي الله تعالى وهي خير سلاحٍ يستلّح به المسلم في حياته الدّنيا في وجه مغرياتها وشهواتها .