لقد جاء الإسلام مكملاً للإنسان ولفطرته الصحيحة التي لا خلل فيها، فأمر الإنسان بإعمار الأرض لما فيه خدمة لمصلحته، فالهدف من الإسلام في النهاية هو فوز الإنسان في الدنيا والآخرة، فلذلك يهتم الإنسان بتأمين مستوى الحياة الكريمة للإنسان والرفاهية بمختلف أنواعها، وتوسيع عقل الإنسان وإدراكه إلى أقصى الحدود إذ إنّ الإنسان يكتمل بعقله الذي هو الهبة التي أعطاها الله عز وجل للإنسان، والعقل لا يكتمل إلّا بالعلم الذي هو المفتاح لاكتشاف كل تعرف ما هو غامض وفتح جميع مدارك العقل.
والعلم في الإسلام لا يتوقف على العلوم الإسلامية التي هي أحكام الإسلام والتشريع الذي جاء به، إلّا أنّه يشتمل أيضاً على جميع العلوم الكونية والمادية، فلا يمكن للإنسان أن يحيا في المجتمع وأن يتكامل في حياته من دون العلوم الكونية كامله والتي تعمل على تأمين الحياة الكريمة للإنسان وتأمين كل ما يحتاجه في حياته.
فالعلم هو من الأمور التي تحتاجها الدولة في الإسلام ي تقوم بالشكل الصحيح وهي ما يميز أيضاً الدول عن بعضها، فالإنسان العالم أقوى من الإنسان الجاهل، والله يعين الإنسان العالم العامل أكثر من السلم الجاهل الخامل، فالعلم يعمل على تغيير إدراك الفرد ونظرته اتجاه الأمور كلها، فيستطيع بذلك فهم الخلق بشكل أوسع ويدرك معنى وجوده في الكون بشكل أكبر وأدقّ وأعمق، كما أنّه يمكنه من الإيمان بالله ووجوده ويجعل منه مقتنعاً بالإسلام أكثر، إذ إنّ القرآن الكريم مليء بالإعجاز في شتى المجالات وليس في اللغة العربية فحسب، فبذلك يؤمن الإنسان بالقرآن الكريم الذي هو أساس العقيدة الإسلامية ودستورها والمعجزة الخالدة الدالة على صحته، كما أنّ كل ما حولنا يدل على صحّة الإسلام وحقيقته وعلى حقيقة وجود الله عز وجل، فينتهي الأمر بالإنسان العاقل العالم إلى التوصل إلى وجود الله عز وجل أينما اتجه في تفكيره.
كما أنّ العلم يجعل من صاحبه إنسان واعياً قادراً على التعامل مع كل ما حوله والتمييز بين الصحيح والخاطئ، فالجهلاء في العادة يتسببون بدمار المجتمع مهما كانوا متمسكين في العقيدة، فتمسكهم في العقيدة ينقلب في النهاية عليهم عند جهلهم بها، كما أنّ الإسلام يحثّ على الدوام على مواكبة التطور والحداثة بل وإنتاجها بأيدي المسلمين، فكيف لشخص جاهل أن يساهم بهذا الأمر وأن يعمل على تطور المجتمع، هذا بالإضافة إلى أنّ العلم ينشل البلاد من الفقر إلى الغنى ومن الضعف إلى القوة وهذا هو ما نريده من الدولة الإسلامية.
