يتعرّض الإنسان في حياته لكثيرٍ من الضّغوطات النفسيّة التي تزداد حدّةً وشدّةً مع التقدّم بالزّمن، وتأتي هذه الضغوطات نتيجة الأمراض التي تفتك بالإنسان وتهدّد حياته، وتجعله أسيراً للخوف والقلق، بالإضافة إلى الحروب الطّاحنة الّتي تبيد آلاف البشر بفتراتٍ زمنيّةٍ قصيرة، وبسبب زيادة حوادث وسائل النّقل بشكلٍ مريع.
وبالإضافة إلى الضّغوطات النفسيّة، يتعرّض الإنسان لضغوطاتٍ اجتماعيّة تتزايد نتيجة الأزمات السكانيّة والبشريّة، وتغيّر نمط العلاقات والمسؤوليّات الملقاة على عاتقه، ويتعرّض أيضاً إلى ضغوطاتٍ اقتصاديّة وماليّة أثّرت عليه بصورة سلبيّة، وهدّدت طاقاته وقدراته الكامنة. ولهذا يجب على الإنسان محاولة علاج و دواء جميع الضغوطات التي تواجهه ليستطيع التوازن في هذا المجتمع والتّفاعل معه.
علاج و دواء الضّغوطات
يجب على الإنسان أن يبحث بشكلٍ مستمر عن علاجٍ للضغوطات التي تواجهه، ويعتبر اللجوء الى الله من أهمّ الوسائل الّتي تريح القلب، وتصفّي الذّهن، وتعطي الإنسان الطاقة اللازمة للتحدّي ومقاومة الضغوط النفسية والاجتماعيّة.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وتعتبر الاستعانة بالله بالصّبر والصّلاة والدعاء والرّجاء المستمرّين من أنجح الوسائل لتحقيق النّجاح والثّبات، ومواجهة التحدّيات. (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).
الأدعية الّتي تزيل الكرب والهموم
نذكر لكم أعزّائي القرّاء بعض الأدعية الّتي يمكنكم أن تستعينوا بها عند الكرب والهم ومواجهة الازمات:
- ).
- وكان من دعاء موسى عليه السلام لله تعالى أن يشرح صدره وييسر أمره، ليذهب ما به من همّ وغم، قال الله تعالى على لسانه عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي)
- ومن جميل القول أيضاً: يا حيّ يا قيّوم ... برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
- لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العليّ العظيم لا إله إلّا الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم.
- دعاء ذي النّون في الانتهاء والتخلص من بطن الحوت حين قال: لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين.
- دعاء زين العابدين الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: (الهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت إلهي إن لم أسألك فتعطني فمن ذا الّذي أسأله فيعطني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي؛ وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الّذي أتضرّع إليه فيرحمني. إلهِ وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق؛ فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد، ونجّني ممّا أنا فيه من كرب بفرج عاجل وغير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
- هبني اللهمّ الصبر والقدرة لأرضى بما ليس منه بد، وهبني الشّجاعة والقوّة لأغيّر ما تقوى على تغييره يدي، وهبني اللهمّ السّداد والحكمة لأميّز بين هذا وذاك.
آداب الدّعاء المستجاب
- الوضوء قبل الدعاء.
- نرفع يدنا ونذكر الله ونثني عليه في بداية الدعاء.
- نصلّي ونسلّم على النبيّ صلّى الله عليه وسلم .
- الاستغفار والإقرار بالذّنوب كلّها ما علمنا منها وما لم نعلم، والاستغفار منها كلّها.
- نذكر الحاجة الّتي نريدها من الدّعاء.