يتكون المجتمع بداية من الأسرة وهي النواة الأساسية فيه ، كونها تعد عبارة عن تجمع عدد من الأفراد في مساحة واحدة يتعايشون فيها مع بعضهم البعض ويتعانون على ما قد يطرأ من صعاب ، ولكل منهم دور معين يقوم به بالإضافة لمساعدته للآخرين بأدوارهم فهم مجموعة واحدة يهتمون لشان بعضهم البعض ويحبون بعضهم البعض ويعملون على انجاح هذه الأسرة للحصول على حياة جميلة وسعيدة وجيدة.
تبدأ صفات الشخص الاجتماعية بالتبلور من الأسرة وكيف تمت تربيته وتنشئته وكيف عرف قيمة التفاعل مع الآخرين ، فهو يخرج من هذه النواة الصغيرة إلى مجتمع أكبر فيه أشخاص كثر يضطر للتعامل معهم بطبيعته ، ويجب عليه معرفة آليات التفاعل معهم ، وكيف عليه أن لا يكون فقط مستقبلاً لما يحدث ، بل عليه معرفة أنه جزء من هذا النسيج ويجب عليه العمل على بقائه واستمراريته وازدهاره ، هذا الأمر يبدأ من كل شخص بالشعور بالمسؤولية اتجاه هذا المجتمع والإنتماء له والإنتماء للجنس البشري بشكل عام
من الممكن أن يعمل كل شخص من موقعه لكي يكون فعالا في مجتمعه من مكانه فمثلاً أن يعمل بشكل جيد في عمله وأن يدرس بشكل جيد في مكانه التعليمي ، بهذا يكون قد حقق نقطة البداية ومن ثم عليه أن يشعر بمسئولية تدفعه للعمل والتفاعل في المجتمع ، يمكن أن يشرع بهذا العمل بأن يعمل على ضبط نفسه فلا يؤذي بيئته بأن يرمي الأوساخ فيها ويعتبر أن مهمة ازالتها تقع على غيره ، وبضبط هذه السلوكات مثلاً بداية ثم تطوير هذا الاهتمام حتى يبدأ بتشكيل أعمال مجتمعية تفيد منطقته ، مثل الاحتجاج على تعرف ما هو سيء والمطالبة بتعرف ما هو خير للجميع ، مساعدة الآخرين والأقل حظاً في مناطقهم والذين لا تصلهم الخدمات أو ليس لديهم نفس الرفاهية المعيشية التي لدى الآخرين ، يجب عليه دراسة مجتمع ورؤية أين يقبع النقص والتقصير والبدء من نفسه بأن يصححها ويعمل على ازالتها ، وذلك يتم بالأعمال التطوعية التي لا تقتصر على يوم واحد فقط بل العمل الدؤوب على تحقيقها ، لأن كل مجتمع يقوم ويزذهر بقدر اهتمام أهله به ، وبالرغم من التأثيرات السياسية والاقتصادية إلا أن المواطنين أنفسهم يجب أن لا يركدوا في انتظار اصلاحات ودعم عليهم أن يعلموا ضمن قدراتهم على النجاة في المجتمع من الاضمحلال أو التسوس ، وهذا بلا شك سيعمل على إرضاخ السياسات لإرداة المواطنين والوصول لاصلاحات فعلية نتيجة اهتمام حقيقي .