جدول المحتويات
لا تكاد تخلو حياة من مكدّرات ومُنغّصات ، فالسعادة الأبديّة غير موجودة على هذهِ الأرض إطلاقاً ، فلا سعادة تدوم ولا همّ يدوم ، والحياة متقلّبة وفي أحسن ظروفها معتدلة بين الشدّة والرخاء ، فلا ينبغي للإنسان أن يرتبط بمشاعره وأحاسيسه مع تقلّبات الزمن وأحواله التي لا تستقرّ على شيءٍ أبدا ، فدوام الحال من المحال.
وهناك من الناس من تحتوشهم الظروف العصيبة وتلفّهم ضائقة الحياة بكدرها ومنغّصاتها حتّى لا تدع لهم مجالاً للنظر إلى ما حولهم ، فتعمّ حياتهم البؤس ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، فكيف بكَ إذا علمت أنّ مثل هؤلاء الذين ضاقت عليهم الدنيا بأحوالها يعتزمون الإنتحار وهم يُريدون بذلك أن يجلبوا لأنفسهم شقاءاً في الآخرة أيضاً ، فهذهِ مُصيبةٌ أعظم وطآمّةٌ أكبر.