الوقت
قد يعيش الإنسان عشرة أعوام، أو عشرين، أو ثلاثين، أو سبعين، أو مئة، أو أكثر من ذلك أو أقل، إلا أنّ العمر لا يأخذ قيمته ومعناه الحقيقيين إلا بكمّ الإنجاز، فلو خرج الإنسان من حياته التي دامت مئة عام ولم ينجز إنجازاً ذا قيمة، فهو حتماً قد دخلها كما خرج منها، أمّا لو خرج من الحياة بعد عشرين عاماً فقط قضاها في الإنجاز والعمل الدؤوب فعندها يقال إنّ هذا الإنسان قد أحسن استغلال وقته، وقد استطاع الوصول إلى معنى حقيقي لحياته، فكيف يمكن للإنسان أن يستغل وقته؟ وتعرف على ما هى أبرز الأنشطة التي يمكنه أن يملأ وقته بها؟ هذا ما سيتمّ توضيحه فيما يلي من نقاط.
طرق ووسائل استغلال الوقت
يمكن للإنسان أن يُقسّم وقته حسب أولوياته ومشاريعه التي ينوي تحقيقها والقيام بها؛ فهناك أعمال يومية لا يمكن للإنسان أن يستغني عنها كالعمل، والنوم، وتناول وجبات الطعام، والأنشطة الدينية، والعديد من الأنشطة الأخرى اليومية الضروية؛ حيث تشغل مثل هذه الأنشطة مساحات كبيرة من الوقت، لكن المعنى الحقيقي لاستغلال الوقت يكمن في استغلال الفراغات التي تتخلّل الأنشطة الضرورية كأوقات الانتظار، وفي استغلال الأوقات التي تفيض عن حاجة الأنشطة اليوميّة الرئيسيّة والتي قد تتفاوت بين يوم وآخر، والتي تُعرف بأوقات الفراغ.
الطريقة الأولى التي يمكن استغلال جزء من أوقات الفراغ هي القراءة؛ فالقراءة جزء من أنشطة الإنسان الرئيسية التي تمدّه بالطاقة العقلية والمعرفية اللازمة له حتى يستطيع الاستمرار في حياته بالشكل المطلوب والطريقة المثلى؛ إذ تعطي القراءة خبرة كبيرة وواسعة للإنسان وهو جالس في مكانه.
ويمكن قضاء جزء من الوقت في مشاهدة الأفلام الوثائقية الهادفة، وهذا النشاط ليس من الأنشطة التي تصنّف على أنها رفاهية، فهو قادر على إعطاء الإنسان أبعاداً جديدة لحياته، بالإضافة إلى أنه من الأنشطة التي يجب أن يتخذها الإنسان كوسائل رئيسية لتوسيع المدارك، ومخاطبة العقل، والقلب معاً.
يمكن قضاء جزء آخر من الوقت في الأعمال التطوعية (زكاة الوقت)؛ فمتعة الإنسان وسعادته الحقيقية تكمن فيما يقدّمه لغيره وليس فيما يأخذه، فمن جرب متعة العطاء أحجم قلبه عن باقي أنواع المتع الزائفة مهما كانت، وأنواع الأعمال التطوعية متعددة، منها: تعليم الأفراد، والتبرع المالي المباشر، ومساعدة المحتاجين، والعديد من الأعمال الأخرى التي لا تعد ولا تحصى.
يمكن أيضاً متابعة البرامج الحواريّة الهادفة التي تحترم عقول المشاهدين؛ حيث تعتبر البرامج الحوارية المحترمة من أهم وسائل التعلم على الإطلاق في عصرنا الحالي، كما أنها تساعد الإنسان على تجاوز العديد من الإشكالات التي قد تتسلّل إلى عقله، عدا عن كونها من وسائل اكتساب المعلومات الجديدة.