جدول المحتويات
التعامل مع الآخرين
يخطأ النّاس في حقّ بعضهم البعض أحيانًا، وبينما يتكبّر بعض النّاس عن خلق الاعتذار لخطئهم في حقّ الآخرين، ترى أناساً بأخلاقهم الكريمة وطبائعهم السّهلة السّمحة لا يجدون حرجاً في تقديم الإعتذار لمن أخطؤوا في حقّه، فالاعتذار بلا شكّ نابع عن خلقٌ كريم يعكس شخصيّة من يقوم به، ويجب أن يدرك النّاس أنّ الخطأ قد يحصل من أيّ إنسان اتجاه أخيه الإنسان فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ بسبب اختلاف طبائع النّاس وشخصيّاتهم، فقد تسيء المعاملة مع إنسان من حيث تظنّ أنّك تحسن إليه.
طرق ووسائل الاعتذار
لا شكّ أنّ الاعتذار هو فنٌ من فنون الحياة وأسلوب رائع من الأساليب الإنسانيّة التي تزرع المحبّة في القلوب وتصنع الألفة والمودّة بين النّاس، وإنّ للاعتذار طرقٌ كثيرة ومنها نذكر:
- الاعتذار المباشر للشّخص الذي نسيء إليه، وذلك بأن يذهب الإنسان إلى من أخطأ في حقّه ويقدّم له الاعتذار بشكلٍ مباشر من خلال استخدام مفردات الاعتذار مثل كلمة آسف وسامحني واغفر لي، ذلك أنّ كلمات وعبارات الاعتذار هذه تصنع في قلوب من أسأنا إليه المعجزات فيتقبّل الاعتذار بصدرٍ رحبٍ ونفس متسامحة.
- الهديّة كوسيلة من سائل الاعتذار، فالهديّة لها تأثير ونتائج عجيب كذلك في نفوس النّاس فهي تصنع المحبّة في القلوب وفي الحديث:" تهادوا تحابوا"، وإنّ هذه الوسيلة ناجعة جدًا في علاقات الأزواج عندما يخطؤوا في حقّ بعضهم فترى الزّوج إذا أخطأ مثلًا في حقّ زوجته أتى إليها بهديّة جميلة محبّبة إلى نفسها كقطعة ذهب أو غير ذلك.
- التّعريض في الكلام، فهناك صنفٌ من النّاس يتنزّه عن الإعتذار المباشر لمن أخطأ في حقّه، وعلى الرّغم من أنّ هذا الأمر لا ينبغي أن يكون في نفس الإنسان إلا أنّه من الممكن أن يكون وسيلة للاعتذار، ومثال عليه أن يذكر المخطىء قصّة أو حادثة عن شخص أساء لشخص واعتذر له بأسلوب معيّن ليبّين موافقته الضّمنيّة على هذا الفعل ورضاه به قلبّيا فتصل الرّسالة لمن أخطأ في حقّه.
- الاعتذار بالفعل الحسن والإحسان، فالإحسان إلى النّاس بالفعل الطّيب يؤثّر فيهم تأثيراً كبيراً وكما قال الإمام الشّافعي: أحسن إلى النّاس تستعبد قلوبهم .. فلطالما استعبد الإحسان إحسان، ومثال على هذه الطّريقة أن يقوم الإنسان بفعلٍ طيّب مع من أساء إليه كمن يسيء إلى جاره فيرغب في الاعتذار عن ذلك فيقوم بوضع زينة أمام بيته أو دعوته إلى وليمة أو مناسبة معيّنه.
- الاعتذار عن طريق الرّسائل القصيرة، فالتّكنلوجيا الحديثة والإنترنت أتاحت للنّاس طرقًا كثيرة في الاعتذار ومنها إرسال رسالة نصيّة إلى من أخطأنا بحقّه من الهاتف الخليوي أو جهاز الحاسوب.