إنّ من أحد أهم أجزاء أجهزة الحاسوب وأجهزة الهواتف المحمولة الذكيّة وغيرها من الأجهزة الإلكترونيّة هو احتوائها على قرص صلب لتخزين الأوامر والمعلومات ومختلف البيانات والعملياّت عليه، وهي ما يسمّى في أجهزة الحاسوب بـ (الهارد ديسك)، ومن بعد ذلك كانت الحاجة ملحّةً لتطوير قطع تخزين وحفظ أصغر حجماً وأسهل للنقل والتركيب والاستخدام والصيانة، فكان أن ابتكرت وصمّمت الفلاشات الـ USB بشكل عام، ثمّ انبثق عنها ما يسمّى الآن بذاكرة SD؛ وهي عبارة عن ذاكرة فلاش إلكترونيّة صلبة وتستخدم كبديل أو معزّز مرادف مؤقّت أو دائم للقرص المرن الّذي يحفظ ويخزّن البيانات والمعلومات داخل أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وفي آلات التصوير الفوتوغرافي الرقميّة، وفي أجهزة الهواتف والخلويات، وكذلك تستخدم في أجهزة المشغّلات المتعدّدة الموسيقيّة، وتستخدم أيضاً في أنظمة ألعاب الفيديو المختلفة، وغيرها الكثير من الأجهزة الإلكترونيّة المختلفة الأخرى.
وتمتاز هذه البطاقات بأنّها تمتلك قدرةً عاليةً وخاصية فريدة في العمل على إعادة الحفظ والتخزين لكافّة البيانات والمعلومات المتعدّدة والمختلفة في الأجهزة الآنفة الذكر، وهي تعتبر كأدوات للتّخزين والحفظ والّتي لا تحتاج إلى أيّ شكل من أشكال الطاقة للقيام ومواصلة الاستمرار في القيام بمهامها في الحفظ والتخزين، وتمتاز كذلك بأنّها ذات أشكال وتصميمات صغيرة نسبيّا. ومن أشكالها وأنواعها المتعدّدة ما يعرف بفلاشة الذاكرة SD، وهي تعريب للتسمية Memory Stick Duo؛ حيث تعد وتعتبر من إحدى أنواع فلاشات الذاكرة الومضيّة والتي من خواصها قابليّة التبديل بمنتهى اليسر والسهولة، وقد قام بتصنيعها ومن بعد ذلك تطويرها الشركة اليابانية العملاقة المعروفة شركة سوني، وتبلغ قياسات أبعادها إحدى وثلاثين سنتيمتراً طولاً وعشرين سنتيمتراً عرضاً، وتمتلك سعةً للذاكرة لتخزين وحفظ البيانات والمعلومات عليها تصل حتّى ثمانية غيغا بايت، وقلّما نجد كاميرةً رقميّة حديثة أو جهاز حاسوب محمول أو جهاز هاتف نقال يخلو منها في الوقت الحاضر، ولا يزال العمل حثيثاً وعلى قدم وساق من أجل تطويرها وزيادة فعاليّتها وقدرتها واستيعابها لحجم أكبر من المعلومات والبيانات، وتتنافس عدّة شركات عالمية فيما بينها لتطوير أجيال منبثقة عنها أكثر دقة وفعالية، وسعر تكلفتها يقل مع الأيام ويتناسب تناسباً طرديّاً مع زيادة مواصفاتها في ذات الوقت، وكلّما تطوّرت أكثر قلّ حجمها أكثر وأكثر.
لقد انتهى ذلك الزمن الذي كانت فيه المعلومات حبيسة صندوق يصعب تحريكه ونقله من مكان إلى مكان آخر، وحلّ وجاء زمان بات فيه من الممكن نقل بيانات دولةٍ كاملة وضخمة كالصين في زاوية صغيرة من جيب القميص، وإنّ فلاشة الذّاكرة SD تقوم بأداء هذه المهمّة على أحسن ما يكون.
