يعرّف سكر الدم الطبيعي بعلم الكيمياء الحيوية ووظائف الأعضاء لجسم الإنسان بالجلوكوز، وهناك العديد من السكريات في الدم ولكنها تكون ضمن سكر الجلوكوز، حيث يعتبر هو مصدر الطاقة الأساسي للجسم، ويقوم الجسم بتنظيم مستوى السكر في الدم ضمن عملية تسمى الحفاظ على توازن البيئة الداخلية للجسم، حيث الزيادة المفرطة في مستوى الجلوكوز بالدم يدخل ضمن ما يسمى "بمرض سكري الدم"، وكذلك إنخفاض مستواه يسمى "بمرض انخفاض سكر الدم"، والأكثر شيوعاً في إختلالات توازن سكر الدم هو النوع الأول من الأمراض، وعملية تنظيم مستوى الجلوكوز في البيئة الداخلية لجسم الإنسان "الدم" يتحكم بها مجموعة من الهرمونات يتم إفرازها من خلال مجموعة من الغدد في جسم الإنسان تلعب دور في عمليات الأيض والتحول الغذائي لمكونات الدم وخلايا الجسم في الدم وداخل خلايا الجسم، من المهم الإشارة إلى التأكيد على حقيقة أن الخلايا العصبية في الدماغ لا تتغذى إلا على الجلوكوز.
يكون مستوى الجلوكوز في الدم بأقل مستوياته الطبيعية في الصباح قبل تناول وجبة الإفطار حيث يكون الإنسان صائم عن الأكل على الأقل من ست إلى ثمان ساعات، ويقدر مستوى الجلوكوز الطبيعي في الدم ما بين ( 75- 100 مجم/100 سم) حسب الدراسات الوبائية الموسعة الأخيرة لمستوى السكر في الدم والأمراض المرتبطة به، حيث اثبتت الدراسات أنه لا فرق في مستوى الخطر بين الأشخاص أصحاب المستوى 75 مجم/100 سم والأشخاص أصحاب المستوى100 مجم/100 سم، بينما يزداد مستوى الخطر عند الأشخاص الذي يزيد مستوى السكر عندهم عن 100 مجم/100 سم، ولقياس مستوى السكر في الدم لتحديد مستواه إن كان طبيعياً أو غير طبيعي يفترض صيام الشخص المفحوص على الأقل من 6- 8 ساعات ويسمى هذا الفحص باختبار سكر الدم الصائم، وهناك اختبار سكر الدم بعد الإفطار بساعتين وغالباً ما يطلبه الطبيب في حالة اكتشاف خلل في المستوى الطبيعي لسكر الدم بمعنى يطلب لمرضى السكري للإطمئنان على كفاءة غدة البنكرياس في إفراز هرمون الإنسولين والمسؤول عن خفض مستوى السكر المرتفع في الدم إلى مستواه الطبيعي للمحافظة على توازن البيئة الداخلية لجسم الإنسان، ويعطي هذا الإختبار فكرة عن نشاط هرمون الإنسولين ومدى فاعليته في خفض مستوى السكر إلى مستواه الطبيعي عند المرضى، وكذلك فاعلية العلاجات المخفضة للسكر عند مرضى السكر، كما أنه هناك اختبارات أخرى تعطي مؤشر عن مدى التحكم في مستوى السكر في الدم خلال شهر ونصف إلى ثلاثة شهور ويسمى اختبار الهيموجلوبين السكري حيث تكون النتيجة الطبيعية ما بين 4-5.6% وارتفاه عن هذا المستوى دلالة على أن مستو السكر في الدم خلال الأشهر الثلاث الماضية لم يكن متوازناً وطبيعياً، أو أن الشخص عرضة لمرض السكري، أما ارتفاعه عن 6.5% فهو مؤشر على أن الشخص مصاب بمرض السكري ولا يوجد ضبط لمستوى السكر في الدم.
توازن وضبط مستوى السكر في الدم يعتبر أمر مهم للمحافظة على صحة جسم الإنسان بشكل عام، لإن ارتفاع مستوى السكر عن الطبيعي أو انخفاضه مصحوب بمجموعة من الأعراض والظواهر والأمراض الخطيرة على صحة الإنسان وقد تؤثر على الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان مثل القلب والكلى وشبكية العين والأعصاب والأوعية الدموية، وتمثل مشكلة انخفاض مستوى سكر الدم عن مستواه الطبيعي أكثر خطورة على الجسم وقد تؤدي إلى تلف خلايا المخ أو إلى الموت، ولهذا يقوم جسم الإنسان بضبط وتوازن مستوى سكر الدم عبر هرمونات مختلفة منها الخافض لمستوى السكر في الدم ويتمثل في هرمون الإنسولين حيث يفرز من غدة البنكرياس عند ارتفاع مستوى السكر في الدم عن مستواه الطبيعي ليقوم بخفضه للمستوى الطبيعي، ومنها الرافع لمستوى السكر في الدم وهي مجموعة من الهرمونات مثل هرمون الجلوكاجون الذي يفرز كذلك من غدة الينكرياس، وهرمون الكورتيزون السكري وهرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين وهي مجموعة هرمونات تفرز من الغدة الكظرية حيث تعاكس عمل هرمون البنكرياس للمحافظة على مستوى سكر الدم ضمن معدلاته الطبيعية.