الأمراض المجتمعية كالفقر والبطالة بدرجة أولى هما من أهم عوامل التي تساعد وتيسر مهمة المشاكل وعيوب الأخرى إضافة طبعاً إلى مشاكل وعيوب كالتفكك الأسري وارتفاع معدلات الطلاق والعنف الذي يعتبره لسان حال البعض في مجتمعاتنا النامية على أنه الوسيلة التي يستكيع بها الإنسان أن يفرغ ما كبته خلال تراكمات مرت حياته، إضافة إلى ازدياد أوقات الفراغ بين الشباب كل هذه المشاكل وعيوب من شأنها أن تجر المجتمع إلى حالة من الفوضى وانعدام الأمن وارتفاع معدلات الجريمة بكافة أنواعها، كالقتل والاغتصاب والسرقة وتعاطي المخدرات وغيرها العديد من الجرائم التي في الأوقات الحالية آخذة بالازدياد الكبير في بلداننا. ولا يكون حل هذه المشاكل وعيوب التي هي في الحقيقة أعراض لأمراض حقيقية، لا يكون العلاج و دواء باستخدام أسلوب القمع أو بالمناداة بتغليظ العقوبات، فعندما يصاب الإنسان بمرض نتيجة دخول فيروس إلى جسمه يكون هدف الأطباء هو القضاء على الفيروس حتى تنتهي الأعراض نهائياً.
مسببات الأمراض المجتمعية كالعنف والتفكك الأسري وازدياد معدلات الطلاق إضافة إلى تنامي نسبة العنف بين الشعوب، مردها الأول إلى انعدام ثقافة الحوار فكل حزب بما لديهم فرحون، وكل فئة تغتر بنفسها وتعتبر نفسها على أنها هي صاحبة الحق الحق المطلق، وهذا مرده الأول إلى العقلية، لهذا فقبل كل شئ يجب أن يعمل المثقفون على تصحيح المفاهيم لدى الناس وان يعكسوا نظرتهم للأمور ويضعوها على الطريق الصحيح حتى تسهل عملية حل باقي الأمراض.
من أهم الأعراض التي تسببها الأمراض المجتمعية السابقة هي إدمان المخدرات، ولا شك أن إدمان المخدرات يعتبر من أخطر الحالات والأمراض والأزمات النفسية التي يمر بها الإنسان عبر حياته، يسببها بشكل مباشر تعاطي الإنسان للمخدرات والعقاقير الممنوعة، مما يؤدي إلى اختلال في عقله وتغييب لوعيه وإدراكه، حيث يمر مدمن المخدرات في عدة مراحل متتالية ومترابطة، الأولى هي حالة استعمال المخدر بشكل فيه إفراط، مما يقود الإنسان إلى ان يطلب هذا المخدر بشكل كبير، مما يؤدي إلى تدهور وضعه وحالته الصحية تعرف بالانتكاسة الصحية لمدمن المخدرات.
يخضع مدمن المخدرات إلى العديد من انواع العلاج و دواء ومنها العلاج و دواء النفسي والعلاج و دواء بما يعرف بالانسحاب، والذي يكون بإزالة كافة السموم من جيم المدمن والتي تراكمت في جيده عن طريق تعاطيه للمادة المخدرة، واستبدال هذه المواد بمواد لها آثار أقل نسبياً على المدمن. ويتم علاج و دواء إدمان المخدرات في المصحات النفسية غالباً للحالات المرضية الخطيرة، والتي يجب ان تدخل المصحة حتى يتم السيطرة عليها سيطرة كاملة.