الكحول
عرفت الكحول منذ زمن بعيد، وهي سائل يتمّ تحضيره من تخمير أنواع معيّنة من الفواكه أشهرها العنب، بالإضافة إلى الخضار والحبوب، وذلك عن طريق إضافة الخميرة؛ لتحليل السكّر من المواد المراد تصنيع الكحول منه، إلى كحول، كما ينتج غاز ثاني أكسيد الكربون، وبعد ذلك يتمّ غلي الكحول الناتج عن التخّمر، وتجميع بخاره، ثمّ تكثيفه؛ للتّخلّص من الماء، والحصول على تركيز أعلى، وهذه العمليّة تسمّى التّقطير، وينطوي على شرب الكحول العديد من المشاكل وعيوب الصحيّة، والاجتماعيّة، والقانونيّة.
علاج و دواء إدمان الكحول
المرحلة التمهيدية
علاج و دواء إدمان الكحول ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب إرادة، ونظرة مستقبليّة احسن وأفضل للحياة، وتغيير نمط المعيشة الحاليّة، ودعماً مستمرّاً من المحيطين به، ويبدأ العلاج و دواء باعتراف المدمن أن الكحول مشكلة، ويجب التخلّص منها وهي الخطوة الأولى. ونظراً إلى أنّ المسبّب الأول لإدمان الكحول عند الكثير من المدمنين هو الحالة النّفسيّة، وبالتّالي هم يحتاجون لعلاج و دواء نفسي لحل المشكلات التي دفعتهم إلى الإدمان، ومن أساليب العلاج و دواء النفسي هي الجلسات الجماعيّة، التي يجتمع فيها الأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن شرب الكحول مع طبيب نفسي، وبذلك يتبادلون تجاربهم، ويدعمون بعضهم البعض، وخاصّة المنضمين الجدد.
أنشئت لذلك العديد من المؤسسات والجمعيّات، وهي تختلف بأساليب التّعامل مع مدمني الكحول، فبعضم يرى أنّ المدمن يجب التوقف تماماً عن إدمانه وعدم العودة إليه، وبعضها الآخر يتبنّى فكرة وجود الاعتدال في شربها، وينهجون طريق تقليل الكميّة اليوميّة بالتدريج، ولكنّ الجمعيّات التي تتبنى الرأي الأول هي الأفضل، فالكول يضر بالصحة حتى لو شرب باعتدال، كما أنّه يتسبّب في العديد من المشكلات الأخرى ومنها حوادث الطرق، وجرائم القتل، علاوة على ذلك فهو محرّم في الشريعة الإسلاميّة.
مرحلة نزع السّموم
يعاني المدمن من عدّة أعراض انسحاب تترافق مع نزع السموم من جسمه، وتختلف حدّة هذه الأعراض من شخص إلى آخر، ولذلك يجب المتابعة الصحيّة له، وقد يصف الطبيب له بعض الأدويّة مثل العقاقير التي تحتوي على الديازيبام، من أجل تخطّي الأعراض النّفسيّة، بالإضافة إلى المهدئات أوالمنومات، خلال الأيام العشرة الأولى، ويمكن أن يقضي المدمن هذه الفترة في البيت أو في مركز تأهيل.
مرحلة إعادة التأهيل
بالإضافة إلى استمرار المعالجة النفسيّة، يتم إعطاء المدمن بعض الأدويّة التي تمنع شعوره بالرغبة في تناول الكحول، ومنها ما يعطي شعوراً بالخمول وعدم الراحة في حال تناول المدمن الكحول بعد تناوله، وبالتّالي سيكره الشرب، لأنّه لم يعد يعطيه الشعور الأول، ولكنّ إن أفرط المدمن في الشرب يمكن أن يتسبّب في قتل نفسه.