شهر رمضان
قال الله تعالى:{وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}؛ ففي هذه الآية الكريمة توجيه إلهي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا وهو علاج و دواء عظيم، وطريقة مثلى في التعامل مع الغذاء وقد أثبت ذلك العلم الحديث؛ بأن أكبر ضرر يلحق بالإنسان هو إفراطه في تناول الطعام والشراب، وعدم التزامه بنظام غذائي متوازن؛ مما قد ينتج عن ذلك أمراض السمنة، وسوء الهضم، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.
في شهر رمضان الكريم يزداد الإقبال على تناول كافة أصناف الطعام والشراب بشراهة مبالغ فيها، ودون التقيد بأي نظام غذائي مما يؤثر على صحة الإنسان لاحقا، فينسى الإنسان أن تناول الطعام وسيلة للتقوية وتنمية على العبادة والعمل وليس هدفا بحد ذاته.
النظام الغذائي في رمضان
ينبغي على الصائم الذي انقطع عن تناول الطعام طوال ساعات الصيام تناول الأطعمة بنظام محدد، كي ينال الشبع والفائدة الصحية معا، وهي كما يلي:
- الأغذية بطيئة الهضم: وهي التي يتم هضمها ببطء في الجهاز الهضمي كي تساعد الإنسان على الشعور بالشبع، كما أنها هامة في وجبة السحور إذ تقويه في ساعات الصيام، ومن هذه الأطعمة البقوليات كالحمص، والفول، والفاصوليا، والعدس، والأرز، والدقيق المحضر من القمح الكامل مع التقليل من تناول الزيوت المضافة لها قدر الإمكان.
- الأغذية الغنية بالألياف: إذ بسبب ساعات الصيام الطويلة يصاب الصائم بحالات من الإمساك؛ فتناول الأطعمة الغنية بالألياف تعمل على تليين المعدة والأمعاء وتسهيل عملية الهضم، ومن هذه الأطعمة: الخبز الأسمر، والبازيلاء، والفلفل الأخضر، والسبانخ، والملوخية، والتفاح، والبرتقال.
- الأغذية البروتينية: التي تمد الجسم بالبروتين الضروري لعمليات البناء في الخلايا والأنسجة، بحيث لا تتجاوز الكمية المتناولة عن 200 غرام من اللحوم الحمراء أو اللحوم البيضاء أو السمك.
- تناول الحساء: يعد تناول طبق من الحساء من العادات الصحية الجيدة في رمضان قبل الطبق الرئيسي؛ فالحساء يعمل على تجهيز وتهيئة المعدة بعد ساعات طويلة من الصيام لاستقبال الطعام، ويفضل أن يكون الحساء خاليا أو محتويا على كمية قليلة من الزيت، ومكونا بشكل أساسي من الخضار الغنية بالألياف.
- تناول الحلويات: تعد الحلويات من التقاليد الأساسية على المائدة الرمضانية؛ لكن ذلك ليس مبررا لالتهام كميات كبيرة منها يوميا بل يتوجب على الصائم تناولها بكميات قليلة، ومن أشهر هذه الحلويات القطايف والتي يفضل أن تكون مشوية في الفرن بدلا من تناولها مقلية بالزيت، وكذلك الكلاج يشوى بالفرن، وبشكل عام لتخفيف وانقاص كمية الزيوت في الحلويات يفضل أن تشوى ثم يضاف عليها القطر- الشيرة- بالمعلقة عوضا عن غمرها بكمية كبيرة من القطر.