ان اغلب النساء يعانون من مشكلة في احتباس البول وهذه المشكلة تصيب النساء والرجال ايضآ وهنا سوف اقوم بشرح هذه المشكلة واسبابها وعلاجها .
احتباس البول هو :
هو عدم استطاعة المريض التبول بشكل سهل وطبيعي في حين تكون المثانة ممتلئه ويتعذر تفريغها من البول بسهولة ، وغالبا ما يكون ذلك بسبب تضخم البروستاتا عند الرجل كبار السن واسباب اخرى كامراض المثانة ، ويحدث عند النساء بعد العمليات الجراحية او الولادة ، يصاحب هذا الاحتباس حرقان في مجرى البول ووجع وتقطيع اثناء التبول واختلاف في لون البول حيث يميل الى الحمرة .
الاعراض :
1- احساس بالحرقان خلال التبول في مجرى البول . 2- الاحساس بالرغبة في التبول على فترات قصيرة ومتقاربة مع خروج القليل من البول عند التبول او بعض القطرات فقط .
3- وجع اثناء التبول واختلاف لون البول عن الطبيعي الى الاحمر .
الاسباب :
1- امراض قد تصيب المثانة مثل السرطان .
2- بعض التشوهات الخلقية في مجاري البول .
3- تضخم البروستاتا والتهاباتها .
4- قد يحدث انسداد لمجرى البول لوقوف حصوات في مجرى البول .
5- التهاب في المثانة يحدث لمرضى السكر يؤدي الى احتباس البول .
6- تناول بعض الادوية يؤدي الى احتباس البول .
7-الامتناع عن التبول لفترات طويلة يؤدي الى حصر البول واحتباسه .
8- تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية والقات .
ان الاحتباس البولي قد يحصل أحياناً في سن المراهقة عند بعض البنات التي لا تشكو من أي آفات عضوية أو اضطرابات نفسية فتسبب لهن القلق والعذاب والإحباط وترفض العديد منهن إدخال قسطرة بطريقة دورية لإفراغ المثانة عدة مرات يومياً أو حتى القبول بقسطرة موضوعة في المثانة بطريقة مستديمة تتغير كل بضعة أسابيع مما يؤثر على جودة حياتهن ويسبب لهن الارتباك ويحد من نشاطاتهن اليومية والتربوية والمهنية والاجتماعية.
ومن الما هى اسباب المعروفة لتلك الحالة الأورام في المثانة والاحليل والرثج الاحليلية وضيق عنق المثانة والاحليل وحصبات المثانة وتدلي أعضاء الحوض خصوصاً الرحم في المهبل أو بعد إجراء عمليات جراحية لمعالجة السلس البولي. ومن الما هى اسباب الأخرى الآفات العصبية مع بروز أعراض فرط نشاط المثانة وانعدام التناسق الطبيعي بين تقلصاتها وارتخاء الصمام الخارجي للاحليل أثناء التبول مما يسبب الصعوبة في التبول مع عدم إفراغ المثانة الكامل وأحياناً الاحتباس البولي التي تترابط مع الأعراض السريرية العصبية التي توحي بوجود مرض عصبي مسؤول عن تلك الحالة البولية. وحيثما كان من المعهود في الماضي تصنيف حالات الاحتباس البولي الانثوي التي لا ينتج عنها تلك الأمراض العضوية أو العصبية كحالات نفسية المنشأ تحال إلى اخصائي الأمراض النفسية للمعالجة مع نتائج غير مرضية ونجاح ضئيل في معظم تلك الحالات، وفي عام 1985م أبرز بعض الخبراء نظرية جديدة ترتكز على أن سبب هذا الاحتباس قد يعود إلى آفات في صمام الاحليل الخارجي وتعززت تلك النظرية منذ ذلك الحين خصوصاً بعد الاعتماد على تخطيط الصمام إلكترونياً واكتشاف تخاذل في ارتخائه أثناء التبول فدعيت تلك الحالة «بتناذر فولر» FOWLER SYNDROME وتقبلها الاخصائيون وتبنوها في جميع أنحاء العالم واستعملوها في حالات الاحتباس البولي الكامل أو الجزئي أو عند بروز أعراض بولية انسدادية مع ضعف جريان البول وعدم القدرة على تفريغ المثانة. وقد فتحت تلك الاكتشافات أبواباً واسعة بالنسبة إلى فحص وتشخيص هذه الحالة وتطبيق وسائل علاجية مبتكرة لمعالجتها. وقد اعتمد الاخصائيون على عدة سبل تشخيصية لتشخيصها أبرزها تحديد الضغط الاحليلي إلكترونياً وقياس حجم الصمام بالأشعة فوق الصوتية وتخطيط كهربائية العضل الصمامّي وتنبيه العصب العجزي وتحديد نشاطه واستعمال هذا التنبيه في المعالجة.
وفي الدراسة التي قام بها الدكتور كافيا وزملاؤه، والتي أشرنا إليها سابقاً، على 247 حالة والتي استمرت لمدة 4 سنوات اتضح ما يأتي: أن 42? من تلك النساء اللائي كانت أعمارهن بمعدل 35 سنة اشتكين من احتباس بولي كامل، بينما 58? منهن استشرن الاخصائيين بسبب احتباس بولي جزئي أو أعراض بولية انسدادية، وقد تم استعمال الوسائل التشخيصية التي ذكرناها آنفاً في العديد من تلك الحالات مما ساعد على فحص وتشخيص حالتهن بنسبة حوالي 75? وساهم في المعالجة. ومن أبرز الما هى اسباب التي اكتشفها هؤلاء الخبراء بعد استنطاق تلك النساء حول تاريخهن الطبي وأعراضهن السريرية والعمليات الجراحية التي أجريت لهن في الماضي، وبعد فحصهن السريري الشامل وإجراء الفحوصات المذكورة سابقاً تناذر CIPO الذي يتميز بانسداد امعائي مزمن بدون أية آفات تشريحية أو ميكانيكية وارتخاء عضلات المثانة وتخاذلها نتيجة اعتلال عصبي أو عضلي يصيب الأمعاء أو نتيجة استعمال جرعات عالية من المخدرات أو بسبب تخاذل عضلات المثانة أو بعد إجراء عملية غرز شريط تحت الاحليل لمعالجة السلس البولي الضغطي أو نادراً لما هى اسباب عصبية كامنة أو بسبب الوجع أثناء التبول. وأما السبب الرئيس في حوالي 57? من تلك الحالات عاد إلى تخاذل الصمام الخارجي للاحليل وعدم ارتخائه أثناء التبول بينما كان السبب مجهولاً في حوالي 32? منها. وأما بالنسبة إلى المعالجة فقد ارتكزت على أسلوبين أولهما إدخال قسطرة إلى المثانة بطريقة دورية كل 4 إلى 6 ساعات يومياً لإفراغها، وإما استعمال التنبيه العصبي للأعصاب العجزية بواسطة أشرطة توصلها بمنبه إلكتروني موضوع تحت الجلد يمكن على المريضة تنبيهه بواسطة موجه يدوي يتحكم به والذي نجح في شفاء - بعون الله عزَّ وجل - 24 من أصل 44 امرأة خضعن لتلك العملية اي بمعدل 55? تقريباً. وتلك النتائج تتقارب من معدل النجاح في تلك الحالات والذي يتراوح ما بين 40? و68? حسب الأبحاث العالمية مع استمرار التبول الطبيعي لأكثر من 5 سنوات في ثلثي تلك الحالات خصوصاً إذا ما كان سبب الاحتباس «تناذر فولر» أي تخاذل نشاط صمام الاحليل الخارجي وعدم ارتخائه كتعرف ما هو مفروض أثناء التبول. وقد طبقت حديثاً وسيلة مبتكرة لمعالجة تلك الحالات تعتمد علي حقن مادة البوتوكس في الصمام مع نتائج أولية مشجعة قد تجعلها المعالجة الأساسية والاحسن وأفضل في المستقبل إذا ما أثبتت الاختبارات الإضافية نجاح وسلامة تلك الوسيلة البسيطة الاستعمال تحت تخدير موضعي وبدون الحاجة إلى الاستشفاء والخالية من المضاعفات الجانبية الخطيرة.
فبالخلاصة أن الاحتباس البولي الكامل أو الجزئي عند المراهقات والنساء حالة مزعجة ومريرة، وإن كانت نادرة، إلا أنها تؤثر على جودة حياتهن وتسبب لهن القلق والاحباط والارتباك وتحد من نشاطهن اليومي والمهني والتربوي والاجتماعي. وقد استفاد الاخصائيون من الابتكارات الحديثة حول اكتشاف ما هى اسباب تلك الحالة وأبرزها تخاذل الصمام الخارجي للاحليل واستعمال الوسائل الإلكترونية والإشعاعية لقياس الضغط داخل الاحليل وحجم الصمام وتخطيط كهربائية عضله وتطبيق معالجات متقدمة في معالجتها أهم، حقن الصمام بمادة البوتوكس أو استعمال التنبيه العصبي للأعصاب العجزية مما ساعد الألوف من تلك النساء عالمياً على استعادة تبولهن الطبيعي بدون الاعتماد على القسطرة والاستمتاع مجدداً بحياة هنيئة وممتعة بفضل الله سبحانه وتعالى.