الرّحم هو جهاز أنثوي تناسلي وهو من أهم الأجهزة التناسليّة لدى المرأة ، حيث يتم فيه تلقيح البويضة وتكوّن الإخصاب والجنين ، وهو في العادة كُمثري الشكل ، وفي الحالات الطبيعيّة التي لا يكون فيها حمل يتصف الرّحم بشدّة الأربطة الداخليّة التي تربطه بالحوض ، وفي بعض الحالات الإستثنائيّة يحدث إنقلاب للرّحم نتيجة ضعف هذه الأربطة فيرجع للوراء بإتجاه الظهر وهو ما يسمى ( بميلان الرّحم ) ، يحدث ميلان الرّحم في العادة نتيجة ولادة متعسّرة تضعف فيها الأربطة والأنسجة الداخليّة مما يجعله يبتعد مائلاً للخلف عن وضعه الطبيعي وهو أن يكون مستقراً فوق المثانة ، وقد يميل الرّحم للخلف نتيجة ثقله بعد الولادة أو بسبب إستلقاء السّيدة لفترة من الوقت على ظهرها وقت النفاس دون التحرك والمشي أو ممارسة بعض النشاطات .
وبالرغم من الما هى اسباب المؤدية إلى ميلان الرّحم إلى أنّ بعضها يرجع لسبب خلقي في تكوّن رحم المرأة ، وأغلب السّيدات اللواتي يتعرضن لميلان الرحم قد يخفن من مشكلة العقم وعدم الإنجاب ، إلا أن الطب يؤكد بأن ميلان الرّحم لا يسبب أي نوع من أنواع العقم إلا إذا وُجدت بعض الما هى اسباب المؤديّة للعقم والمصاحبة لميلان الرّحم ، كالبطانة المهاجرة وبعض الإلتصاقات الداخليّة أو تكوّن بعض الألياف والأورام وتكيسات المبايض التي قد تكون سبباً لمنع الحمل وتأخره ، وكثير من السّيدات اللواتي يعانين من ميلان الرّحم قد يحدث الإخصاب لديهن ويتكوّن الحمل وبعد مرور الثلاثة أشهر من الحمل يقوم الرّحم بتعديل وضعيته من تلقاء نفسه ، فلا خوف أبداً من ميلان الرّحم ولا علاقة له بتأخر الحمل وعدم الإنجاب نهائياً ، إلا في حالات ميلان الرّحم الشّديد التي يكون فيها عنق الرّحم متوازي على الأغلب مع قمته .
كما أن ميلان الرّحم لا يؤثر على العلاقة الجنسيّة بين الزوجين مطلقاً ، ولكن تشكي بعض السّيدات اللواتي يعانين من ميلان الرّحم ببعض الآلام أثناء عملية الجماع ، توجد أنواع من ميلان الرّحم ومنها ما يُصنّف بميلان أولي ويصبح الرّحم فيه مستقيماً بدلاً من ميله للأمام بإتجاه المثانة ، والنوع الثاني يعتبر أشد من النوع الأول حيث يميل فيه الرّحم للخلف ويعتبر ميلان من الدرجة الثانية ، والنوع الثالث وهو أشد أنواع الميلان حيث يصبح عنق الرّحم موازي لقمته وفي هذه الحالة ينثني الرّحم على نفسه وهذا النوع يستدعي التدخل الطبي فوراً .
تعرف على ما هى أعراض ميلان الرّحم ؟
- وجود آلام مزمنة في أسفل الظهر وأسفل البطن قد تشكو منها السّيدة في الأغلب أو بفترات مقطّعة .
- الشعور ببعض الآلام المصاحبة لعمليّة الجماع .
- الشعور بآلام قبل فترة الحيض وقد تكون مؤلمة تصاحبها بعض التقلّصات الداخليّة المؤلمة التي تسبب عسر الطمث .
- خلل في فترة إنتظام الحيض وتقارب المدة الفاصلة بين الدورة والأخرى .
- نزول دم الحيض بغزارة يُصاحبها أوجاع وآلام في البطن .
- قد يتأخر الحمل في بعض حالات ميلان الرّحم الشّديد .
- إذا حدث الحمل قد يصاحبه الإجهاض أحياناً في حالات ميلان الرّحم الشديد.
علاج و دواء ميلان الرّحم
في بعض حالات ميلان الرحّم الخفيف على السّيدة ممارسة بعض التمارين الرياضيّة التي تقوي أربطة الرّحم الداخليّة وقد يلجأ الطّبيب إلى الضغط على البطن مع وضع سائل معين لإرجاع الرّحم يدوياً ، أما في حالات الميلان الشّديد فيتم العلاج و دواء بوضع قطعة من البلاستيك تعمل على ربط عنق الرّحم وتثبّته كما تُثبّت أيضاً على عظام العانة ويعمل هذا الجهاز على إرجاع الرّحم لوضعه الطبيعي على أن يبقى مُثبّتاً لمدة ستة أسابيع ويسمى ( الهودج )، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجين السّابقين ويكون فها الميلان كبير مع وجود بعض المشاكل وعيوب الأخرى يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً .
وهنا يجب التنويه ببعض الملاحظات المهمة للمرأة التي وضعت مولوداً جديداً بأن تقوم بالمشي والتحرك وممارسة بعض التمارين الرياضيّة الخفيفة بعد الأربعين واللجوء لإفراغ المثانة دائماً بالذهاب للتبول وعدم إملائها لدرجة كبيرة ، والتنوّع في طريقة النوم كالنوم على البطن في بعض الأحيان .