أتت كلمة المناعة في الأصل من كلمة المنع وهي الإبعاد، ويكون هذا الإبعاد لأي شيء يمكن أن يؤذي أو يضر، ومن هذا المنطلق تمت تسمية جهاز المقاومة في الجسم بالجهاز المناعي، ويمكن تعريف ومعنى هذا الجهاز على أنه منظومة من العمليات الحيوية التي تقوم بها أعضاء وخلايا وجسيمات داخل الجسم بغرض حمايته من الأجسام الغريبة، فهو ليس شيئاً واحداً أو نوعاً واحداً يقوم بهذه العمليات الحيوية والضرورية للمحافظة على صحة وسلامة الجسم البشري، بل هي مجموعة من العمليات والتي يدخل فيها العديد من المكوِّنات؛ والتي تعمل معاً بطريقة منتظمة لطرد أي جسمٍ غريب يدخل إلى الجسم. ويُسمى العلم الذي يهتم بدراسة الجهاز المناعي للجسم ووظيفته وبنيته بعلم المناعة.
عند إصابة الجسم بأي عدوى؛ فإن هذا يعني دخول جسم غريب إليه، سواء كان جرثومة أو فيروساً أو ميكروباً، وفي هذه الحالة يُطلق الجسم إشارات مُنبِّهة إلى الجهاز المناعي للقيام بمهاجمة هذا العدو الغير مُرحَّب به والقضاء عليه. وتنقسم المناعة إلى قسمين، المناعة الطبيعية وهي التي توجد مع الإنسان من لحظة الولادة أو حتى من قبلها في أثناء حياة الجنين في الرحم، والمناعة المكتسبة؛ وهي الخبرات التي يكتسبها جهاز المناعة خلال حياة الإنسان من مقاومته للأجسام الغريبة المختلفة. أما في حالة وجود نقص في الجهاز المناعي أو نقص في مناعة الجسم؛ فهي تلك الحالة التي تنعدم أو تنخفض فيها قدرة الجهاز المناعي على مواجهة الأجسام الغريبة، فلا يعود قادِراً على تادية وظيفته كما يُفترض به.
عند الحديث عن نقص المناعة؛ فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، ولكن هذا غير صحيح تماماً، فمتلازمة نقص المناعة المكتسبة هي واحدٌ من الما هى اسباب التي تؤدي إلى نقص المناعة وليس كل شيء، فهناك أسبابٌ أخرى تؤدي إلى هذه الحالة، ومنها تعرُّض الجسم إلى هجوم من أجسام غريبة؛ قام الجسم بمقاومتها، وفي هذه الأثناء يكون الجسم قد استهلك الكثير من الأجسام المناعية المُضادة في هذه الحرب الضروس؛ فينخفض عددها لفترة من الزمن. إن الإلتهابات التي تُصيب نخاع العظم من شأنها أن تؤثر على قوة الجهاز المناعي للجسم، فكريات الدم البيضاء يتم إنتاجها من نخاع العظم، وهذه الإلتهابات ستؤثر سلباً على قدرته على إنتاجها؛ فيضعُف الجهاز المناعي. زيادة نسبة السموم في الجسم بسبب تناول بعض الأطعمة؛ تؤدي إلى نقص المناعة نظراً لأن الجهاز المناعي سيوجِّه كل طاقته إلى محاولة تخليص الجسم من هذه السموم. ومن آثار النظام الغذائي السيء أنه يقوم على قتل البكتيريا الموجودة في الأمعاء والتي هي جزءٌ من النظام المناعي للجسم فيقتلها؛ ويضعف بذلك النظام المناعي.
المضادات الحيوية لها تأثير ونتائج سلبي على الجهاز المناعي للجسم، فعلى عكس السائد في الأوساط الشعبية؛ فإنها تقوم على إضعاف الجهاز المناعي وقتل كريات الدم البيضاء حتى تتمكن من أداء عملها، والتأثير ونتائج السلبي الآخر هو منع الجهاز المناعي من اكتساب مناعة ضد الجسم الغريب الذي تم تناول المضاد الحيوي من أجل القضاء عليه. نقص فيتامين سي (C) يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي؛ حيث أنه هو المُغذي الرئيسي له. الكحول تدمِّر كريات الدم البيضاء وتمنع الأكسجين من الوصول إلى أعضاء الجسم، فتناول الكحول والإكثار منها؛ سيؤدي بلا شك إلى إضعاف الجهاز المناعي.