الزيارة
حث الإسلام المسلمين على التزاور فيما بينهم، وجعل التزاور من الواجبات التي يقوم بها الفرد تجاه أخيه المسلم، حيث يكون للأقارب من نفس العائلة مثل العمة والخالة والأجداد، ويكون للأصدقاء والمعارف الذين يعملون أو يدرسون معنا، حيث تزيد الزيارات تلك من المحبة والألفة بين الناس، وتزيل العداوة من قلوبهم، ولعل التزاور يصير أكثر إلزاماً وضرورة عندما يكون هناك مناسبة سواء فرح أو حزن.
يتوجب على المسلم أن يشارك الناس أفراحهم ويخفف عنهم آلامهم، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، ولأن الإسلام دين الخلق فقد أرشدنا إلى مجموعة من النصائح والإرشادات الضرورية التي يجب أن نلتزم بها عند زيارة أحدهم، وسنعرض في هذا المقال مجموعة من آداب الزيارة.
آداب الزيارة
- النية: وتعني أن يكون القصد من وراء الزيارة هو إرضاء الله، وتنفيذاً لأوامره في صلة الرحم، أو أن يحب أخاه في الله فيزوره دون قصد أو نية في قلبه لمنفعة معينة، كما يجب على المسلم أن يتجنب الرياء والسمعة، أو أن يحب أن يقولوا عنه أنه واصل لرحمه أو ما شابه.
- أن لا يزيد في عدد الزيارات: أي أن يقطّع بين زياراته فلا يذهب لذات الشخص كل يوم، كما يجب على المسلم أن لا يطيل زيارته، أو أن ينتظر طعاماً أو شراباً أو نوم، فللناس ظروفها ومشاغلها، وفي هذا نذكر أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" زر غباً، تزدد حباً"، أي زر أحياناً واقطع أحياناً أخرى.
- الالتزام بأوقات الزيارة التي أمر بها الإسلام، وتجنب الأوقات المنهي عن الزيارة فيها، حيث نهى الله عن الزيارة في وقت الغداء، أو بعد الظهر، وذلك لأنه وقت يرتاح فيه الناس من أعمالهم، كما نهى عن الزيارة بعد العشاء.
- تجنب النظر إلى محارم البيوت، وعدم النظر للداخل والخارج من المنزل، فبعض الناس يدفعهم الفضول للتجول دون طلب الإذن من صاحب البيت، أو يسترق النظر للغرف، وبالتالي يكشف عورات أهل البيت، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل وعيوب ونزاعات بين الناس.