الجاهلية يقصد بها الفترة التي سبقت الإسلام وارتباطها بالجهل من الناحية العقائدية ، كعبادة الأصنام وبعض السوكيات السيئة مثل وأد البنات والربا وشرب الخمر ، ويرتبط هذا المسمى أيضا بكل الشعوب التي لا تتبع ديناً.
كان الطابع السائد عن العرب هو القبلية، فكانت القبائل تغير على بعضها البعض ، ويأكل القوي منهم الضعيف ،وكانت المرأة تحرم من الميراث وليس لديها حق الإختيار. ومن العادات الجاهلية التي كانت المرأة تتبعها هي التبرج وكانت المرأةُ في الجاهليّة الأولى تلبَس ثياباً رقيقة لا تستر بدنَها،وتسير في الأسواق وسط الرجال عاضة نفسها.
يقول سبحانه و تعإلى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)وهذاالتبرُّج نهانا عنه الإسلام فكشف العورة مهما كانت مساحتها غير جائز ، أما مع المحارِم كالأب والابن والأخ،فقد أقرها الإسلام ما بين السُّرة والرُّكبة، ومع غير المحارم فهي جميع البدن ما عدا الوجه والكَفَّين،وعَورة المرأة مع المرأة كعورتِها مع المحارِم، ويأتي هذا التشريع درءأً للمفاسد وحفظاً للمجتمع ، إن من مقاصد الشريعة الإسلاميةحفظ الأعراض وحمايتها، وعدم الإنقياد للرذيلة، وسد جميع الطرق ووسائل التي قدتؤدي إليها،فأوجبت على المرأة الحجاب الذي يستر جميع بدنها،وذلك حفاظاً لها على كرامتهاوتقديراً لمكانتها، فلا تكون عرضة لشهوات مرضى القلوب وذوي النفوس المريضة ،كما يجب على المرأة الإلتزام ما أمكنها في بيتها ولا تخرج إلا بإذن زوجها ، وعدم المغالاة في وضع مساحيق التجميل والتعطر ، فهما يعدّان من مظاهر تبرج الجاهلية الأولى .
ومن الأمور التي دعت الشريعة درءاً للمفاسد وحفظ الأعراض هو غض البصر للرجل والمرأة وحرمت الخلوة غير الشرعية، كما يجب على المرأة عند مخاطبة الرجال ، عدم التميع في الكلام كي لا يطمع بها ،وتفتح مجالاً لذوي النفوس المريضة ففي سورةالنور يقول سبحانه وتعإلى{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
لقد كرم الإسلام المرأة ونقلها من العادات الجاهلية المذمومة إلى الحق والنور وصون كرامتها من خلال التعاليم الإسلامية التي جاء بها القرآن والسنة النبوية الشريفة.