بيّن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكانة الأخلاق في ديننا في مواطن كثيرة، فقد جعل من مهمّات بعثته ورسالته أنّه جاء ليتمّم مكارم الأخلاق، ويعلم من ذلك أنّ الأخلاق قد كانت موجودة حتّى في أشدّ العصور ظلامًا وجاهليّة، ولكن بعد مجيء الإسلام اكتست الأخلاق حلّةً كاملةً لا نقصان فيها تُعجب الرّائي وتبهره، فحينما تنظر إلى المسلم الحقّ ترى الأخلاق متمثّلةً فيه بأبهى صورة، فتعرف ما هو حسن الخلق الذي يجعل من يلتزم به من أقرب النّاس مجلسًا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة؟، وتعرف على ما هى أخلاق المسلم الحسنة؟
يعبّر حسن الخلق عن كلّ سلوكٍ وعمل يراه النّاس حسنًا؛ بحيث يمتدحون صاحبه عليه، ويعبّر أحيانًا عن حسن الخلق بمصطلح البرّ وهو كما بيّنه النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام، ويقال بين النّاس إنّ فلانًا حسن الخلق أي يمتلك الصّفات الحسنة في تعامله مع النّاس، وسنذكر لكم بعض الصفات.
صفات الإنسان حسن الخلق
- الصّدق: ذلك بأنّ الصدق هو من أسمى الأخلاق وأنبلها لأنّه وكما بيّن النبيّ الكريم يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنّة، وما كان طريقه موصل إلى الجنّة فهو بلا شك خلقٌ رفيع يحمل صاحبه على الابتعاد عن آفات النفس من كذب وخديعة وغدر وغير ذلك، ومن يحرص على الصّدق في الكلام ويتحرّاه يسمّى صدّيقا، والصدّيقون كما ذكر الله تعالى يُحشرون مع النبيين والصالحين.
- الوفاء: وما أعظمه وما أنبله من خلق، وتبرز قيمة هذا الخلق كثيرًا حينما تشتدّ الأمور وتدلهمّ الخطوب بالإنسان فيجد من يكون وفيًّا صادقًا معه يقابل العطاء بالعطاء والإحسان بالإحسان، ويزيل الهمّ والكرب عن أخيه الإنسان بكلّ معاني الوفاء والامتنان .
- الكرم والعطاء: فالإنسان الكريم تجده محبّبا لنفوس النّاس قريبًا منهم، لذلك خلّد التّاريخ سيرة حاتم الطائي كواحدٍ من الكرماء الّذين جادوا بمالهم لكسب النّاس واستمالة قلوبهم، وخلق الكرم هو خلق الأنبياء والصّالحين على مرّ العصور .
- الشّهامة والنّخوة: فالإنسان الّذي يمتلك هذه الصّفة يكون كالطّود الشّامخ يقف مع أخيه الإنسان إذا تعرّض لمحنةٍ أو مصيبة، فتراه يهرع لنجدة كلّ ملهوف أو مكروب، تحرّكة في ذلك معاني الأخوّة في الإنسانيّة والأخوّة في الإسلام، وهو إلى جانب ذلك كلّه لا يتخاذل عن نصرة أحدٍ من المسلمين إذا تبيّن له الحقّ .
وأخيرًا حسن الخلق هو الّذي يجعل المسلم ينال خير الدّنيا والآخرة، فيجب ألّا يفوّت أحدٌ منّا أجر ذلك وفضله عند الله تعالى .
