إنّ أورام الدّماغ لا تعدّ من الأمراض النّادرة، إذ أنّ آلاف الأشخاص يعانون سنويّاً من إصابتهم بأورام الدّماغ وباقي الجهاز العصبيّ. كما أنّ فحص وتشخيص أورام الدّماغ وعلاجها يعتمد بشكل أساسيّ على نوع هذا الورم، ودرجته، والمكان الذي بدء ظهوره فيه.
كما أنّ هناك نوعين رئيسيين لسرطان الدّماغ، هما السّرطان الأولي، والسّرطان النقائلي. حيث يبدأ سرطان الدّماغ الأولي في الدّماغ نفسه، بينما يبدأ سرطان الدّماغ النقائلي في أيّ مكان من الجسم، ثمّ ينتقل بعدها إلى الدّماغ. وربّما تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، ويمكنها أن تنمو بسرعة. (1)
أعراض سرطان الدماغ
تعتمد أعراض سرطان الدّماغ على حجم هذا الورم، ونوعه، وموقع الورم. وقد يكون سبب ظهور الأعراض هو ضغط الورم على الأعصاب، وهذه هي الأعراض الأكثر شيوعاً لسرطان الدّماغ: (3)
- بداية الشّعور بالصّداع بشكل متكرّر، أو حدوث تغيّر في نمط الصّداع، بحيث يصبح الصّداع متكرّراً وغير قابل للاحتمال.
- الغثيان أو القيء في وقت مبكر خاصّة في الصّباح، وذلك بشكل متكرّر وغير مبرّر.
- مشاكل وعيوب في الرؤية، مثل الرؤية الضّبابية، وفقدان الرّؤية المحيطيّة.
- فقدان تدريجي في الإحساس والحركة بالأيدي والأرجل، مع الإحساس بتنميل أو وخز في الذّراعين أو السّاقين.
- ضعف التوازن ووجود خلل واضح فيه لدى المريض، وظهور مشكلات في النّطق لم تكن موجودة مسبقاً.
- تغيرات في المزاج والشّخصية، أو عدم القدرة على التّركيز، وتشتت أفكار المريض بشكل واضح.
- مشاكل وعيوب في الذاكرة.
- تغيرات تدريجيّة في القدرات الفكريّة أو العاطفيّة.
- الخمول أو النّعاس بشكل زائد عن العادة.
وهذه الأعراض ليست علامات و دلائل مؤكدةً على وجود ورم في الدّماغ، فهناك أمراض أخرى يمكن أيضاً أن تسبب مثل هذه المشاكل، ويجب على أيّ شخص يتعرّض لمثل هذه الأعراض أن يراجع الطبيب المختصّ في أقرب وقت ممكن، حيث يمكن للطبيب أن يشخّص المشكلة بشكل أفضل، ويعالجها.
ما هى اسباب سرطان الدماغ
هناك مجموعة من العوامل والما هى اسباب التي من الممكن أن تقود إلى الإصابة بسرطان الدّماغ، ومنها: (2)
- العلاج و دواء الإشعاعيّ المستخدم لعلاج و دواء سرطان الدّماغ من الممكن أن يزيد من احتماليّة ظهور أورام الدّماغ بعد 20 أو 30 سنة قادمة.
- بعض الأمور الوراثيّة، والتي من الممكن أن تزيد من احتماليّة الإصابة بسرطان الدّماغ، ومنها: الورم العصبي الليفي، ومتلازمة فون هيبل- ليندو، ومتلازمة Li-Fraumeni، ومتلازمة Turcot
- الأورام الليمفاويّة التي تظهر في الدّماغ لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وترتبط أحياناً بالإصابة بفيروس Epstein-Barr.
إنّ التعّرض للأشعّة في أماكن العمل، أو لمصادر الطاقة، وكذلك إصابات الرّأس الخطيرة، والتّدخين، والعلاج و دواء الهرموني، لم يثبت حتى الآن وجود دور لها كمصدر خطر أو سبب في الإصابة بسرطان الدّماغ، كما وجدت الدّراسات أنّ التعرّض لأشعّة الهواتف الخلويّة وأجهزة بثّ الإنترنت آمنة، ولا تزيد من نسبة خطورة الإصابة بسرطان الدّماغ.
أقسام سرطان الدماغ
يمكن تقسيم سرطان الدّماغ إلى عدّة أقسام بناءً على مجموعة من العوامل، وهي: (2)
- موقع الورم السّرطاني.
- نوع الأنسجة المصابة بالورم السّرطاني.
- نوع الورم السّرطاني، سواءً أكان حميداً أو خبيثاً.
في بعض الأحيان يمكن للأورام السّرطانية التي بدأت بشكل حميد ولم تكن عدوانيّة أن تغيّر من طبيعتها وسلوكها البيولوجي، وتتحوّل إلى أورام خبيثة وعدوانيّة. كما يمكن لهذه الأورام أن تظهر في أيّ سنّ، ولكنّ بعض الأنواع عادةً ما تظهر في عمر معيّن، ففي البالغين يعتبر ظهور ورم الدبقيّة والأورام السّحائية الأكثر شيوعاً.
عوامل خطر سرطان الدماغ
هناك بعض العوامل التي تعمل على زيادة خطر الإصابة بسرطان الدّماغ، وتتضمّن هذه العوامل ما يلي: (3)
- السّن: حيث تزداد نسبة خطورة الإصابة بسرطان الدّماغ مع زيادة العمر، كما أنّ أورام الدّماغ أكثر انتشاراً بين البالغين الأكبر سنّاً، ومع ذلك يمكن لسرطان الدّماغ أن يظهر في أيّ سنّ، وهناك بعض أنواع سرطانات الدّماغ التي تظهر لدى الأطفال وصغار السّن على سبيل الحصر.
- التعرّض المسبق للأشعة: وينطبق ذلك على الأشعّة المستخدمة في علاج و دواء سرطان الدّماغ.
- وجود تاريخ مرضي لدى العائلة: حيث أنّ نسبةً قليلةً من أورام الدّماغ تظهر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مسبق.
فحص وتشخيص سرطان الدماغ
يتمّ عادةً فحص وتشخيص أورام وسرطانات الدّماغ بعد استجواب المريض إذا ما كان هناك أي تاريخ عائلي للمرض، والحصول على هذا التّاريخ مفصّلاً، ومن ثمّ إجراء فحص سريريّ دقيق له، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الإشعاعيّة. كما يعتبر التّصوير الطبقي المحوريّ للدماغ والتّصوير بالرّنين المغناطيسيّ عاملين أساسيين في فحص وتشخيص سرطان الدّماغ.
ويمكن للطبيب من خلال الصورة الطبقية أو صورة الرّنين المغناطيسيّ، ومن خلال مظهر الورم الظّاهر فيها، أن يحدّد نوع الروم لدى المريض. ومن الممكن أن لا تظهر الصّورة الطبقيّة أو صورة الرّنين المغناطيسيّ أحياناً نوع الوم بشكل دقيق، وقد يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى إجراء مزيد من الفحوصات الإشعاعيّة، أو أجراء عمليّة جراحيّة، وذلك لتحديد التّشخيص الدّقيق للورم السّرطاني. (1)
مخاطر سرطان الدماغ
أنّ من أهمّ المخاطر والتعقيدات التي ترافق سرطان الدّماغ عادةً، ما يلي: (2)
- فتق الدّماغ، وغالباً ما يكون مميتاً.
- فقدان القدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة.
- خسائر دائمة، وتدهور واضح في وظائف الدّماغ المختلفة.
- عودة نمو وظهور الورم السّرطاني مرّةً أخرى.
- بعض الأعراض الجانبيّة للأدوية بما في ذلك العلاج و دواء الكيميائي والعلاج و دواء الإشعاعي.
علاج و دواء سرطان الدماغ
يتمّ عادةً إجراء عمليّة جراحيّة لأورام الدّماغ الأوّلية، وذلك للمساعدة على تشخيصها بشكل دقيق، والقيام باستئصال أكبر قدر ممكن من هذا الورم. كما أنّ هناك نوعين رئيسيين من أنواع جراحة أورام الدّماغ، وهي: عمليّة الفتح والتّوضيع التّجسيمي.
ففي الحالات التي يكون فيها الوصول إلى الورم ممكناً، كانت حالة المريض الصّحية جيّدة، فإنّه من الممكن في هذه الحالة إجراء عمليّة الفتح، وذلك لاستئصال أكبر قدر ممكن من الورم. أمَّا في حال كان الورم عميقاً، أو كانت حالة الكريض الصّحية لا تسمح بإجراء عمليّة الفتح، فيمكن عندها أن يتمّ استئصال خزعة من الورم، وذلك من خلال طريقة التّوضيع التّجسيمي.
أمّأ المعالجة عن طريق الأشعّة أو المعالجة الكيميائيّة، فهاتان طريقتان يمكن استخدامهما للسيطرة على أورام الدّماغ أو القضاء عليها. ويمكن أن يوصي الطبيب بإحدى هاتين المعالجتين أو بالاثنتين معاً، بالإضافة إلى استخدام الجراحة، أو كبديل عنها.
وفي حال كان الورم الموجود في الدّماغ خبيثاً فإنّه يجب معالجة المريض من خلال الأشعّة، وذلك من أجل السّيطرة على الورم، وربّما إيصاله إلى فترة خمود طويلة الأمد.
وهناك بعض الآثار الجانبيّة المحتملة للعلاج و دواء من خلال الأشعّة، منها: إمكانية إصابة المريض بالسّكتة الدماغيّة، وفقدان الذّاكرة. ومن الممكن أن تتفاقم شدّة هذه الحالات كلما كانت جرعة الأشعّة المعطاة أعلى.
أمّا العلاج و دواء باستعمال المعالجة الكيميائيّة فهو وسيلة أخرى لمعالجة أنواع السّرطان المختلفة، وذلك من خلال استعمال أدوية كيميائيّة تعمل على قتل الخلايا السّرطانيّة، حيث يمكن إعطاء بعض الأنواع من خلال مجرى الدّم مباشرةً، بينما يعطى بعضها الآخر عن طريق الفم. كما تعتمد الآثار الجانبيّة لاستخدام المعالجة الكيميائيّة بشكل رئيسيّ على نوعيّة الأدوية المستخدمة في العلاج. (1)
إعادة التأهيل بعد العلاج
لأنّ سرطان الدّماغ من الممكن أن يتشكّل في المناطق المسؤولة عن الحركة، والمهارات، والنطق، والرّؤية، والتفكير في الدّماغ، لذلك فإنّ التأهيل الذي يتلو العلاج و دواء هو أمر مهمّ وضروري للمريض حتى يتشافى بشكل تامّ، ومن هذه العلاجات التي يمكن للمريض استعمالها، ما يلي: (3)
- العلاج و دواء الطبيعي: والذي من الممكن أن يساعد المريض على إعادة اكتساب المهارات الحركيّة أو العضليّة التي فقدها.
- العلاج و دواء بالعمل: فالعودة إلى روتين العمل اليوميّ، والأنشطة المختلفة، بما فيها العمل، من الممكن أن يساعد المريض على الشّفاء بشكل أسرع.
- علاج و دواء النّطق: وذلك من خلال مختصّين في علاج و دواء النطق، للتغلب على مشاكل وعيوب صعوبة النّطق النّاشئة لدى المريض.
المراجع
(1) بتصرّف عن مقال سرطان الدماغ/ آخر تعديل: 20 اكتوبر 2015/ موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي/ kaahe.org
(2) بتصرّف عن مقال Brain tumor - primary - adults/ Medlineplus/Update Date 10/30/2013/nlm.nih.gov
(3) بتصرّف عن مقال Brain tumor/ Jan. 29, 2016 /mayoclinic website/ mayoclinic.org