إنّ الغدد اللعابية هي المسؤولة عن إطلاق اللعاب في الفم، ويقوم اللعاب بترطيب الطعام لتسهيل عملية المضغ والهضم، وهو يلعب دور مهم في الحفاظ على الفم من العدوى، والغدد اللعابية هي ثلاثة أزواج، اثنان خلف الأذنين وتسمى الغدد "النكافية" وتقعان تحت الأذنين للأمام قليلًا، وغدتان تحت اللسان مباشرة تتواجدان في قعر الفم، وأخريان موجودتان تحت عظم الفك السفلي.
وتوجد غدد لعابية أصغر حجمًا في الأنف والحنجرة والشفتين، والجسم يتكون من خلايا صغيرةٍ جدًا تولد بانتظام كي تؤدي وظائف الأعضاء، بينما الخلايا القديمة تموت، إلّا أنّه في بعض الأحيان ودون سببٍ معروف تصبح الخلايا الصغيرة جدًا تتوالد بكثرة، بينما الخلايا القديمة لا تموت فتتراكم فوق بعضها وتكون خلايا سرطانية وأورام، قد تنتشر بالجسم مسببة مرض السرطان الخطير، ويأخذ المرض اسمه من اسم العضو الذي نشأ فيه وهنا تنشأ الأورام السرطانية في الغدد اللعابية.
ويبدأ سرطان الغدد اللعابية في الغدتين النكافيتين اللتان تقعان خلف الأذنين إلى التحت والأمام قليلاًن وقد تنتقل بالتدريج إلى غدد الحنك وأسفل الفك، إلا أنه في غالب الأحيان تكون الاورام السرطانية للغدد اللعابية حميدة ونادراً ماتكون خبيثة.
ويتم التعرف على الإصابة بسرطان الغدد اللعابية بملاحظة تورم الغدة النكافية مع عدم الشعور بأي ألم، وهناك أعراض أخرى، مثل: تسرب سائل الأذن، والشعور بالضعف والخدر في الوجه مع ألم مستمر في الوجه، وصعوبة في البلع وفتح الفم، ويتم الكشف عنه من خلال التوجه للطبيب وعمل فحص أسنان روتيني أو فحص طبي جسدي، وإجراء بعض فحوص الدم، والتصوير المقطعي المحوسب لاكتشاف السرطان، والتصوير بالرنين المغناطيسي، أو تصوير الغدد بالأمواج فوق الصوتية لاكتشاف أي تكون غير طبيعي في الغدد.
ويتم أخذ جرعة من الغدد اللعاب عن طريق إبرة، وفحصها من الطبيب المختص للالبحث عن أي خلايا سرطانية للتأكد من وجودها أو عدمه.
ويقوم الطبيب بتحديد المرحلة التي وصل إليها السرطان وهذا يساعده على اختيار الطريقة الأنسب للعلاج، ويمكنه معرفة المرحلة من خلال حجم الورم في الغدة اللعابية، ومدى غزو السرطان للعقد اللمفية والأنسجة المجاورة، وهل انتشر بباقي الجسم أم لا؟ والطبيب يحدد الإجابة من خلال الفحص ثم يختار طريقة العلاج و دواء المناسبة.
قد يحتوي العلاج و دواء على المعالجة الإشعاعية والكيميائية والجراحة هي الحل الأنجع في استئصال الغدد اللعابية، ومعالجة انتشار الخلايا بالعلاج و دواء الكيميائي، وهو يأخذ إما عن طريق الفم أو حقن في الوريد لمكافحة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ويسبب الغثيان والقيء وسقوط الشعر، والمعالجة الإشعاعية بتركيز أشعة عالية الطاقة نحو المناطق التي ينتشر بها السرطان وذلك لتدميرها.
ويحتاج مريض السرطان إلى الدعم والرعاية والاهتمام النفسي ممن حوله حتى يجتاز الحرب التي يخوضها بسلام، وغالبًا تؤدي العلاجات إلى أمرين: إمّا إطالة عمر المريض، أو الشفاء تمامًا من المرض.