يعدّ المال من زينة الحياة الدّنيا و هو وسيلةٌ هامّة لتحقيق حاجات الإنسان و تلبيتها ، فبدون المال في حياتنا المعاصرة لا يستطيع الإنسان شراء طعامه و شرابه و احتياجاته اليوميّة المختلفة ، و قد كان النّاس قديماً يبتاعون الأشياء عن طريق المقايضة فالذي عنده شعيرٌ مثلاً يبادله بقماشٍ يكون زائداً عند شخص آخر، و بقيت الأمور كذلك حتى ظهرت النّقود بأشكالها المختلفة فسهّلت على البشر عمليّة البيع و الشّراء فأصبحوا يعرضون بضائعهم في الأسواق لمن يريد شراءها . و يمتلك الإنسان في نفسه نوازع حبّ المال فتراه يسعى لكسبه بوسائل شتى ، و قد تكلّم الله سبحانه و تعالى عن حبّ الإنسان للمال بقوله سبحانه ( و تحبّون المال حباً جمّاً ) ، إلا أنّ ديننا قد وضع ضوابط لكسب المال و جمعه و حثّ الله عباده بالسّعي في الأرض بقوله ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النّشور ) ، و بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم مسألة الرّزق و تحصليه ، و كيف يسأل العبد عن ماله يوم القيامة من أين اكتسبه و فيم أنفقه ، فمصدر الرّزق و طريقة تحصيله مسألةٌ هامّةٌ لكسب الرّزق الحلال الطيّب ، فالرّزق الحلال يبارك الله سبحانه و لعباده فيه و يمحق المال الحرام .
و إنّ لكسب المال وسائل كثيرةٌ ، فعلى الإنسان أولاً أن يأخذ بما هى اسباب تحصيل الرّزق و تنميته بالتّعلم و اكتساب الخبرات و مواكبة التّكنولوجيا و التّطورات في عالمنا المتسارع ، فالتّعليم له دورٌ كبيرٌ في اكتساب الإنسان للمهارات المختلفة في كلّ جوانب الحياة ، و قد أتاح عالم الإنترنت مجالاً واسعاً للتّعلم بما يحتويه من معلوماتٍ و معرفةٍ ، فالإنسان حين يضيف إلى علمه و يتعلّم كلّ تعرف ما هو جديد فإنّه يفتح أمامه آفاقاً أرحب لاستثمار طاقاته و جهده ، و كذلك يلعب الطّموح و الإرادة دوراً هامّاً في صنع المال و تحصيله ، فالإنسان الطّموح الذي لا يخشى ركوب الأخطار و المغامرة هو الإنسان الأقدر على تحصيل المال و جمعه .
و يبقى أن نقول أخيراً بأنّ المال يجب أن لا يخرج عن كونه وسيلةٌ و ليست غاية ، فمن جعله غايةً له أصبح عبداً له ، و الله تعالى أمرنا بالتّزود بزاد التّقوى فهو خير زادٍ للآخرة .