بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
إن توفير النقود والبعد على الإسراف والتبذير في إنفاقها هو من الأمور التي أمر بها وحث عليها الإسلام، وقد ثبت هذا في العديد من النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث جاء فيها النهي عن التبذير والإسراف والتقتير. والتقتير: هو البخل الشح في الإنفاق. فلا يجوز للمسلم أن يبذر أو يسرف في إنفاق النقود، ففي هذه الحالة يكون قد أفرط فيها. كما لا يجوز له أن يقتر أو يبخل في إنفاقها، وفي هذه الحالة يكون قد فَرَّط فيها. وإنما الواجب عليه أن ينفق منها باعتدال من غير إفراط؛ لكي لا يصل إلى مرحلة التبذير أو الإسراف، وأن يدخر منها قدر المستطاع من غير تفريط؛ لكي لا يصل إلى مرحلة التقتير أو البخل. وهذا من نهج الإسلام وهديه في حفظ الأموال.
إن توفير النقود وادخارها هو قسم من أقسام التدبير والإدارة للأموال، وهذا القسم ذو أهمية وفائدة كبيرة جداً، فهذه الأموال المدخرة تفيد كثيراً في الحالات والظروف الطارئة التي تحدث فجأة من دون سابق إنذار، كما أن الشخص إذا استمر بادخار الأموال فإنها مع الزمن ستتراكم، وستصبح ذات أهمية وفائدة وقيمة كبيرة، حيث تمكنه من أن يستغلها في العديد من المجالات والمشاريع التي يمكن أن تدر عليه دخلاً جيداً، وتحسن من معيشته. ولكن - ومع الأسف - هناك الكثير من الناس لا يبالون بهذا الأمر، ولا يعتنون به، فتراهم ينفقون أموالهم من غير ضابط أو قيد، ولا يكترثون بالادخار، حتى إذا وقعوا في مشكلة ما، كأن تصيبهم فاقةٌ، أو أن تتوقف مصادر الدخل لديهم، أو أن ينخفض مقدار هذا الدخل، اضطروا إلى الاستدانة، والوقوع في العديد من المشاكل وعيوب المالية. وهذا هو العجز المالي الذي لم يكن ليصيبهم لو أنهم اعتنوا بجانب الادخار، واقتصدوا في الإنفاق.
ومن النصائح التي لا بد لنا من تقديمها للذين يرغبون بالادخار والتوفير، ومعرفة الطريقة المثلى في ذلك: