قال تعالى (ولقد خلقنا الانسان من سُلالةٍ من طين* ثمّ جعلناهُ نطفةً في قرارٍ مكين* ثمّ خلقنا النطفة عَلقة فخلقنا العلقة مُضغة فخلقنا المُضغة عِظاماً فكسونا العِظام لحماً ثمّ أنشأناهُ خلقاً آخر فتبارك اللهُ أحسنُ الخالقين).
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم، ورزقه العقل السليم والوعي، والقدرة على التناسل والتكاثر والإنجاب، لذلك خلق الذكر والأنثى ليجتمعوا، ويتناسلوا لعمارة الأرض، والسعي بها، وبعد ذلك يتم إنجاب الأطفال لتكوين الأسرة والعائلة. وأول الخلق على هذه المعمورة سيدنا آدم عليه السلام، فقد نفخ الله تعالى من روحه لتتمة خلقه وإحيائه، ثم خلق الله تعالى حواء من ضلعه، لتكون نصفه الآخر، وشريكة دربه، وليتكاثروا لعمارة الأرض .
سنذكر في هذا المقال مراحل تكوين الجنين ومراحل تطوره :
- أودع الله تعالى في كل جنس من الأجناس أجهزة تناسلية تضمن حدوث الحمل عند التقاء الزوجين، حيث يوجد الحيوان المنوي لدى الرجل، والبويضة عند المرأة،
- وعند التقاء كل من الحيوان المنوي والبويضة واندماجهم تتكون الخلية المخصبة أو ما يعرف بالزايجوت التي تنقسم بعد ذلك انقسامات متساوية متعددة، لتتشكل الخلايا ثم الأنسجة، ثم الأعضاء، ثم الأجهزة، ثم جسد الإنسان كاملاً.
- عندما تبدأ الخلية المخصبة بالتكاثر والانقسام يصبح شكلها يشبه حبة التوت وتتسارع بالانقسام والتكاثر حتى يتكون الجنين كاملاً، وتنتقل هذه المضغة من البوق إلى الرحم، ليحدث استقرارها بالرحم وتلتصق بجدار الرحم، حيث تبدأ هذه الخلايا باستمداد غذائها من بطانة الرحم المليئة بالأوعية الدموية والأغشية.
- وبعد التصاق المضغة بالرحم، تبدأ المشيمة بالتكون تدريجياً، التي تصل الجنين بالحبل السري، ليتم إمداد الجنين بالغذاء اللازم من جسد أمه ودمها.
- في الأسبوع الثالث بعد التلقيح يمكن ملاحظة وجود الجنين داخل رحم الأم، على الرغم من صغر حجمه، إلا أن أعضاؤه الخارجية تكون قد بدأت بالتشكل.
- بعد ذلك تبدأ الأعضاء الداخلية بالتشكل، مثل القلب والكبد.
- وفي الأسابيع التي تليها يتشكل العمود الفقري والأطراف، وفي الأسبوع السابع يتضح شكل وجه الجنين وتتشكل الجفون والآذان.
- وما بعد الشهر الثالث تنفصل الأطراف عن بعضها، وتتكون الأظافر، والأصابع، والشعر والأسنان.
يكون متوسط وزن الجنين بعد إتمام إكتماله قبل عملية الولادة 3.25كغ، وعادة ما يكون وزن الذكور أكثر من وزن الإناث.