ورد ذكر جبل الطور في كتاب الله تعالى القرآن الكريم، وهو الجبل الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بنبي الله تعالى موسى – عليه السلام -، إلا أنّ هناك جبلاً آخر غير جبل الطور الوارد في القرآن الكريم وهذا الجبل الآخر مرتبط بنبي الله تعالى عيسى – عليه السلام -.
جبل الطور ( المذكور في القرآن الكريم )
ورد في القرآن الكريم ذكر جبل الطور في قوله تعالى (وَطُورِ سِينِينَ، وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ )، وهذا الجبل يقع في شبه جزيرة سيناء التي تتبع حالياً لجمهورية مصر العربية والتي تصل ما بين قسمي الوطن العربي الآسيوية والأفريقية، إلا أنّها امتداد جغرافي لقارة آسيا. يقع هذا الجبل في محافظة جنوب سيناء المصرية، بالقرب من الجبل المعروف باسم جبل كاثرين، وهو الجبل الذي يوجد فيه دير سانت كاثرين. تحيط بهذا الجبل مجموعة من القمم التابعة لجنوب سيناء. يعتبر هذا الجبل من أكثر الجبال المباركة عند الله تعالى، وأهميته تكمن في ورود ذكره في القرآن الكريم، بالإضافة إلى ارتياطه برسول الله موسى، فعلى هذا الجبل تلقى موسى الوصايا العشر، وهي من أهم الآثار التي تركها موسى – عليه الصلاة والسلام -، حيث تلقّاها موسى واستملها وهي مكتوبة على لوحي الشريعة. وهذه الوصايا تنقسم إلى وصايا تجاه الله تعالى واتجاه المجتمع واتجاه الأقارب ( الأم والأب ) وهي وصايا مقدّسة في الديانات التوحيديّة الثلاث، الديانة اليهوديّة، والديانة المسيحية، والديانة الإسلامية إلا أنّها ذكرت في القرآن الكريم دون أن يشار إلى أنّها هي الوصايا العشر، غير أنّ المضمون واحد مع اختلافات بسيطة. حالياً هناك في هذا الجبل كنيسة يوناينيّة صغيرة بالإضافة إلى مسجد صغير أيضاً.
جبل الطور ( غير مذكور في القرآن )
جبل الطور الآخر هو جبل موجود في فلسطين التاريخيّة وتحديداً في شمالها، إلى الجنوب من الجليل، وإلى الشمال من مرج بن عامر في دولة فلسطين، يقدّر ارتفاع هذا الجبل بنحو 600 متراً فوق سطح البحر، بالإضافة إلى أنّ قمة هذا الجبل بارزة وواضحة للعيان، إذ يمكن أن يشاهدها الناظر من الجولان – على سبيل المثال -، وهذا الجبل يسمّى أيضاً باسم جبل الطابور أو الجبل الأعلى. على هذا الجبل تم بناء كنيستين مسيحيتين، حيث إنّه ووفقاً للاعتقاد المسيحي فإن هذا الجبل هو الموقع الذي تجلّى فيه السيد المسيح عيسى – عليه الصلاة والسلام -، إحدى هاتين الكنيستين اسمها كنيسة التجلّي وهي التي بنيت في الفترة ما بين 1919 من الميلاد و1924 من الميلاد، وهذه الكنيسة تحتوي على لوحة فسيفسائية تصور التجلي، أمّا الكنيسة الأخرى فهي التي أقيمت في العام 1862 من الميلاد.