يعتبر جبل كليمنجارو بأنّه أعلى جبل في إفريقيا، ويقع هذا الجبل في الجهة الشّماليّة الشّرقيّة بإقليم كليمنجارو في تنزانيا، وهذا الجبل من الجبال البركانية ذات النّشاط الخامل جداً؛ ولذلك يعتبر من أكثر الأماكن زيارةً من قبل السيّاح؛ حيث سنتعرف لاحقاً على مميّزات هذا الجبل المشهور؛ حيث يقع هذا الجبل على خط الاستواء تقريباً ويبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حوالي اثنين وعشرين ألف قدم، وأمّا أعلى قمّة لهذا الجبل فتبلغ 5895 متراً عن سطح البحر.
ذكرنا أنّ جبل كليمنجارو من الجبال البركانيّة، فهو يتكوّن من ثلاثة مخاريط بركانية وهي: كيبو وتبلغ قمّتها 5895متراً، وميونزو(ماوينسي) وتبلغ قمّتها 5149 متراَ، وشيرا وتبلغ قمّتها 3962 متراً عن سطح البحر. ونذكر أنّ الثلج يغطي ويكسو قمة كيبو باستمرار بسبب تدنّي درجات الحرارة المنخفضة، ويتميّز هذا الجبل بالتّنوع الضّخم للبيئات الحيويّة المختلفة، فهناك المراعي والغابات والأعشاب والمناطق الثّلجية، وهذا ما يجذب السّائح إلى هذا المكان الموحّد لجميع البيئات المتنوّعة.
ويعدّ جبل كليمنجارو بأنّه مكان جذب للمغامرين ومتسلّقي الجبال؛ حيث يتميّز هذا الجبل بأنّه جبل متدرّج في العلو؛ أي يمكن تسلقه بسهولة ودون أيّ عقبات عاثرة في التّسلق؛ أي بإمكان أيّ شخص تسلّقه دون الحاجة إلى خبرة في التّسلق، وأمّا قمّته فهي تتميّز بعدة طرق ووسائل فرعية للوصول إليها، وليس بطريق واحد، وما يميّزه أيضاً أنّه يقع وسط السّهول الإفريقيّة التي تتيح للسائح أن يقف ويشاهد جمال المناظر الطّبيعية في السّهول التي تحيط بهذا الجبل الشّاهق، وكغيره من المناطق السّاحليّة عملت الحكومة التّنزانية بالاهتمام بتنظيم الرّحلات والبرامج السّياحيّة للتعريف ومعنى بهذا الجبل وتنشيطه سياحياً، فتكاليف هذه الرحلات غير باهظة بالنّسبة للسائح؛ فهي مكانٌ رائعٌ لقضاء الوقت وممارسة المغامرات والتّسلق.
تنتشر الغابات الكثيرة في سهول هذا الجبل وتتنوّع فيها الحيوانات التي تستوطن داخلها مثل: الجواميس الإفريقية، والفيلة؛ فالمنطقة شبيهة بالأدغال. والغابات الموجودة في هذا الجبل لا تقتصر على نوعٍ واحدٍ بل تختلف وتضمّ أنواعاً مختلفةً من الغابات مثل: الغابات الجبليّة التي تتميز بعدم وجود أشجار الخيزران الّتي من عادة هذه الأشجار أن تنمو في الأماكن المرتفعة والتي تتساقط فيها الأمطار بشكل كبير، وما يثير الاهتمام أيضاً أنّ هذا الجبل وبفضل طبيعة تضاريسه تمكّن الإنسان من زراعة السّهول والمدرّجات الموجودة فيه؛ حيث كانت هذه العادة موجودة منذ آلاف السّنين إلى يومنا هذا. لذلك جبل كلمينجارو هو منطقة مزدهرة بالسيّاح ومحبّي المغامرة وهواة التّسلق، وعدا عن ذلك هو جبلٌ يصلح للزراعة وإقامة الرّحلات، ويعتبر كمحميّة طبيعيّة بسبب تعدّد الحيوانات فيها وتعدّد الأشجار والنّباتات والتي تضمّ أكثر من ألفٍ ومئتي نوع من النّباتات المختلفة.