الجبل الأخضر
يوجد في الواقع جبلان في الوطن العربيّ معروفان باسم الجبل الأخضر، أحدهما يقع في سلطنة عُمان، و الآخر يقع في ليبيا. أمّا عن الجبل الأخضر في سلطنة عُمان فهو يقع في ولاية نزوى، ويُعتبر جزء من سلسلة جبال الحجر، ويبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة آلاف متر. وأمّا عن الجبل الأخضر في ليبيا فهو يقع في الجهة الشماليّة الشرقيّة من ليبيا، وهو الجبل الذي اتّخذه البطل عمر المختار والمناضلون والمقاومون الليبيون كمخبأ له، ومنطقة لمقاومة وقتال جيوش الاستعمار الإيطالي، وهو الآن يضمّ عدّة مدن وبلدات ومنها: القبّة، ودرنة، والمرج، ومدينة سوسة الأثريّة، وشحات، ويعيش فيها حوالي أكثر من 600 ألف نسمة.
الجبل الأخضر في سلطنة عُمان
هناك العديد من المُنتجات الزراعيّة التي تنمو وتكثر على الجبل الأخضر العمانيّ، ومنها الفواكه كالرمّان، وهو من أجود أنواع الرمان في العالم، والخوخ، والمشمش، والعنب، والتين، وهناك ينمو الجوز واللوز والزعفران والزهور والورود، وهذه تنمو فقط في المنطقة من الخليج العربيّ كون أنّ مناخها مُلائم جداً لنموّها، والّذي ساعد فيه كون أنّ الجبل مُرتفع، فمناخه يكون مُعتدلاً خلال فصل الصيف، وبارداً جداً خلال فصل الشتاء. أمّا عن الحيوانات المتواجدة هناك فمنها الفهد، والغزلان، والذئاب، والوعل الجبليّ، وقد ساعدت وعورة الجبل على صعوبة الوصول إليها. لا تُعتبر مساحة الجبل الأخضر العمانيّ بالكبيرة، ولكنّه أعلى الجبال في شبه الجزيرة العربيّة، وعدا عن مناخ الجبل الرائع فإنّ طبيعته الساحرة والجميلة تخطف الأبصار. يشتهر أهل الجبل بصناعات منها: صناعة ماء الورد، وصناعة الأنسجة، وكما يُمارس أهل الجبل تربية المواشي ورعايتها وكذلك الزراعة.
الجبل الأخضر في ليبيا
الجبل الأخضر الليبيّ هو عبارة عن منطقة من الجبال العالية والمرتفعة بالنّسبة لباقي المناطق الليبيّة والمكسوّة بالغابات، وتتوفّر فيها العديد من الأراضي الخصبة والصالحة للزراعة، وكما أنّ الأمطار تهطل بكميّات كبيرة وبمعدّلات مرتفعة هناك، إضافة إلى هطول الثلوج عليها وعلى مرتفعاتها خلال فصل الشتاء. وما يميّز الجبل الأخضر في ليبيا أيضاً وجود تنوّع كبير في الحياة البريّة، ممّا أوجد به عدد من المحميّات الطبيعيّة والمتنزهات الطبيعيّة، ومن المتنزهات هناك متنزّه وادي الكوف.
ويعدّ الجبل الأخضر واحداً من اجمل وافضل المناطق الطبيعيّة في كلّ ليبيا، وقد تَمّ إعلان مدينة وادي شحات الأثريّة الموجودة فيه محميّةً طبيعيّةً وصديقة للبيئة، إضافة إلى أنّها مركزاً للسياحة في شكليها البيئي والأثري. ومن أشكال الحياة البريّة في هذا الجبل الطيور؛ كطيور العقاب، والسنونو، والحجل، والحمام البريّ، والغراب، والبومة، والخفاش، ومن الحيونات الأخرى: الغزال، والكلاب، والثعالب، والذئاب، والأرنب البريّ، والخلد، والسلحفاة. لقد تعرّض هذا الجبل لعدّة انتهاكات أدت إلى انحسار الغطاء البيئي هناك، منها: حدوث حرائق الغابات، والبناء العشوائيّ على حساب الغطاء النباتيّ، وكما تعرّضت الغابات في الآونة الأخيرة وبعد الثورة في 17 / 2 إلى حملة أدّت إلى إزالة الغابات، وذلك لغياب السلطة والقوانين الفعّالة.