عندما قررت الكتابة عن هضبة الأردن، كنت وكلّي يقين بأنّني سأتّحدث عن هضبة واقعة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، كحال أغلب الهضاب والتلال، والتضاريس ككل، التي تأخذ اسماً لها من البلد أو المكان الواقعة فيه، إلاّ أنّني – وحقيقة – قد ذُهلت، إذ أثناء بحثي الدؤوب عن جميع المعلومات، من مصادر مختلفة، والتي تتعلّق بهضبة الأردن، وجدتها جميعها تشير إلى أنّ هضبة الأردن هي في دولة بلجيكا الواقعة في القارّة الأوروبيّة.
إنّ هضبة الأردن، أو كما يلفظها أهل أوروبا (آردين)، تمثّل هضبتين في الأراضي البلجيكيّة، وتفضل بين هاتين الهضبتين منطقة، تأتي على شكل منخفض يسمّى (منخفض فامين).
تقع هضبة الأردن في القسم الجنوبي الشرقي لدولة بلجيكا، وهي ضمن ما يعرف بالحزام الجبلي (فاريسكان)، وهي عبارة عن منطقة كثيفة الأحراج، ذات تربة صخريّة وعرة، وتكثر فيها الكهوف، حيث تكون الحياة البريّة هي السمة الغالبة على هذه المنطقة، إضافة إلى الكثير من الأوديّة صغيرة الحجم، وتشكّل هضبة الأردن إحدى المناطق الطبيعية الثلاثة في دولة بلجيكا والتي هي المنطقة الساحليّة والمنطقة الوسطى إضافة للهضبة، وتحدّ هضبة الأردن حوض نهر السين من الجهة الشمالية. ونجد أنّ نهر (الواز) الذي يرفد نهر السين، هو منحدرٌ من سفوح هضبة الأردن الغربيّة.
يختلف المناخ العام في هضبة الأردن عن سائر المناطق في بلجيكا، إذ السائد هو المناخ المعتدل، أما في الهضبة فإنّه يأخذ شكلاً قاريّاً، حيث يكون فصل الشتاء فصلاً ذو برودة قارسة، والهطولات الثلجية كثيرة، والأمطار غزيرة جداً، ونجد بأنّ هذه الهضبة كثيرة الغابات، وخاصّة في الأماكن المرتفعة.
تقلّ الصناعات في هضبة الأردن، وذلك على حساب الزراعة التي تنعم فيها هذه البقعة من الأرض، إذ أنّ حاصلاتها الزراعية وفيرة جداً نظراً لخصوبة الأرض فيها، حيث يأتي بالدرجة الأولى زراعة القمح، ومن ثمّ الشعير، وأيضاً الشوفان، وتشتهر أيضاً بزراعة الكتّان، والجوادر، إضافة إلى الأعلاف الخاصّة بالحيوانات، كونها منطقة تعد من خيرة المراعي في بلجيكا، إذ يربّى فيها أصناف مختلفة وأعداد كبيرة من الحيوانات.
لقد هاجر الكثير من المسلمين إلى بلجيكا، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثّانية، وسكنوا في جميع المناطق فيها، ولذا، ومن خلال قراءتي، اعتقد بأنّ إطلاق اسم (هضبة الأردن) على هذه المنطقة في بلجيكا، ربّما يعود لهجرة أعدادٍ كبيرة من عرب الأردن، وسكنهم في هذه المنطقة تحديداً، كعادة الأقليّات الذين يقطنون على شكل تجمّعات خاصّة بهم.