عرفت الأمم كلها قديمها و حديثا الهزات الأرضية ، و هي ما تعرف بالزلازل ، و الزلزال ظاهرة متكررة في مناطق مختلفة في الكرة الأرضية ، ولا تكاد تنظر دولة لم يصبها زلزال في حقبة ما من الحقب ، و الزلزال بأبسط تعريف ومعنى له إهتزاز لقشرة الكرة الأرضية ناجم عن إنزلاق أو تحرك أو تمزق طبقي ( صفائحي ) باطن الأرض.
لقد حدثت ملايين الزلازل في الأرض منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا كما تدل الدراسات الحديثة ، و لقد ذكرت المراجع المكتوبة التي وصلت إلينا من الحضارات البائدة زلازل كثيرة أودت بحياة الآلاف من البشر و ألحقت الدمار بهم .
لم يكن الأقدمون يعرفون مقياساً لتحديد شدة الزلزال ، و لكنهم كانوا يصفون شدة الزلزال بأوصاف تقريبة ، فيقولون في وصف الزلزال ، ضعيف ، متوسط ، قوي ، قوي جداً ، مدمر ، كارثي ، و هكذا ، و ذلك حتى إهتدى أحد العلماء في القرن العشرين يدعى ريختر إلى تصميم جهاز يعمل على قياس قوة الزلازل ، حقيقة كان إختراع ريختر في البداية خاصا بقياس الزلازل في ولاية كاليفورنيا ، و من ثم إنتشر هذا المقياس في كل أنحاء العالم ، و هو يتبع مبدأ مرسمة الزلازل (السيزموجراف) ، و قد تطور مقياس ريختر عبر الزمن ، و كان آخر تعديل أجري عليه في سبعينيات القرن المنصرم ، و مع أنه تم إختراع مقاييس أخرى للزلازل في ما بعد مقياس ريختر إلا أنه يعتبر الأشهر عالمياً في القياس ، و من المقاييس الأخرى لشدة الزلازل مقياس يسمى : مقياس العزم الزلزالي .
عندما وضع ريختر مقياسه لم يحدد حداً أعلى له ، و لكن عند تجربته في البدايات و ثبات نجاعته كانت أعلى الزلازل المسجله بموجبه تعطي النتيجة بين 8 و 9 درجات ، فافترض البعض أن أعلى درجة زلزال هي 9 درجات على مقياس ريختر ، و لكن فيما بعد إتضح إمكانية زيادة شدة الهزة عن 9 درجات ، فسمي المقياس نتيجة لذلك (مقياس ريختر المفتوح) ، و مع ذلك فلم تسجل منذ إختراعه حتى اليوم هزات تتجاوز 9.5 درجة و التي سجلت في زلزال تشيلي عام 1960 .