تختلف قراءة آيات القرآن الكريم عن أية قراءة أخرى، فيتطلب ذلك ترتيل القرآن الكريم وتجويده شرط المعرفة الكاملة بأحكام التجويد جميعها، ولتلاوة القرآن الكريم مراتب وأحكام، ومن هذه المراتب الترتيل، والتدوير، والتحقيق، والحدر، أما فيما يتعلق بعلم التجويد وأحكامه فسنتعرف على ذلك في موضوع مقالنا هذا.
التجويد
التجويد لغة: التحسين، والإتقان، ويعرف التجويد في الشريعة الإسلامية بأنه علم يتمكن المسلم به من طريقة إخراج الكلمات وعبارات القرآنية ونطقها بصورة سليمة كما نطقها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويمكن للمسلم معرفة ذلك وتعلمه من خلال التلمذة على يد المشايخ وأساتذة الشريعة الإسلامية الحائزين على إجازة بتعليم التجويد وأحكامه وقواعده.
بدأ علم التجويد بالظهور في القرن الثالث للهجرة، وذلك بعد أن اتسعت حدود الدولة الإسلامية وامتدت لتشمل مناطق غير عربية، فاختلط بالقراءة السليمة الخطأ واللحن؛ وذلك بسبب اعتناق فئات غير عربية للدين الإسلامي، فبدأ علماء القرآن وتفسيره وعلومه بوضع أحكام التجويد وقواعده، وكان كتاب القراءات أول كتاب يوضح علم التجويد على يد الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام.
أحكام التجويد
- أحكام النون الساكنة والتنوين: وتدخل فيها أربعة أحكام:
- الإظهار.
- الإدغام.
- الإقلاب.
- الإخفاء.
- أحكام الميم الساكنة: ويدخل بها الأحكام التالية:
- الإخفاء الشفوي.
- الإدغام الشفوي.
- الإظهار الشفوي.
- أحكام الميم والنون المشددتان: يتوجب إظهار الغنة عندما تكون النون مشددة والميم كذلك.
- الوقف والابتداء:
- الوقف: وهو أن يترك القارئ القراءة بأخذ نفس بنية إكمالها، وحكم تطبيقه جائز.
- الابتداء: وهو إكمال قراءة الآيات القرآنية بعد أن طبق حكم "الوقف".
- البسملة.
- القلقلة: حروف القلقلة عبارة عن مجموع جملة "قطب جد"، ويقع حكم القلقلة إذا جاء أحد هذه الحروف في وسط الكلمة أو آخرها وكان ساكنا.
- الغنة: يقع حكم الغنة في أربعة مواضع:
- عند وجوب حكم الميم والنون المشددتين.
- عند وجوب تطبيق حكم الإخفاء.
- عند وجوب تطبيق حكم الإقلاب.
- عند وجوب حكم إدغام بغنة.
- الحركة.
- التفخيم والترقيق، ويكون كالتالي:
- التفخيم: وهو تضخيم قراءة الحرف، وحروفه: الطاء، والظاء، والصاد، والقاف، والغين، والخاء.
- الترقيق: وهو ترقيق قراءة الحرف، وحروفه: باقي حروف اللغة العربية باستثناء حروف التفخيم.
- صفات الحروف.
- مخارج الحروف.
- أحكام لفظ الجلالة.
- الاستعاذة.
- أحكام الراء.
- السكوت.
حكم الأخذ بالتجويد
يعتبر تعلم تجويد آيات القرآن الكريم فرض كفاية على المسلم، أما العمل به فهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: "أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا".
أهمية وفائدة التجويد
يسعى علم التجويد إلى حماية اللسان ومنعه من الوقوع بالخطأ، ويعرف خطأ قراءة كلمات وعبارات القرآن الكريم باللحن، ويقسم إلى نوعين:
- اللحن الجلي: وهو الاختلال الذي يلحقه القارئ بمعنى الآية الكريمة من خلال لفظه للكلمات وعبارات بصورة خاطئة كتغيير موقع حرف أو استبداله.
- اللحن الخفي: وهو الخطأ الذي يقع على الكلمة المقروءة ولا يؤثر على معناها، ولكنه يكون غير يتوافق مع أحكام التجويد، أو بمعنى آخر تجاوز تطبيق أحكام التجويد، وحكمه مكروه شرعا.