يسبّب عصرنا الحاضر بما فيه من مسؤولياتٍ وواجباتٍ وتحديّات الكثير من المشاكل وعيوب النّفسيّة لعددٍ من النّاس ، فحينما يشعر الإنسان بأنّه ضعيفٌ أو غير قادرٍ نفسيّاً على مواجهة تحدّيات الحياة فإنّ ذلك يسبّب نكوصاً له وانتكاساً في عطائه فتراه يغلب عليه الخمول والكسل وقلّة الدّافع نحو الحياة وانعدام الإرادة اتجاه تحقيق الأهداف ، ويطلق على هذه الحالة النّفسيّة حالة الإكتئاب ، وقد يكون الإنسان معرّضاً للوصول إلى هذه الحالة النّفسيّة ولكن بدرجةٍ بسيطةٍ يستطيع تجاوزها والتّغلب عليها ، والمشكلة حين يتعرّض الإنسان إلى الإكتئاب الشّديد الذي قد يتطوّر لتكون له آثارٌ سيّئةٌ على الفرد مثل التّفكير بالإنتحار واعتزال النّاس وكراهية الحياة وعدم القدرة على الإستمتاع بملذّاتها ، فالإنسان حين يصل إلى تلك المرحلة وتصبح الدّنيا أمامه سوداويّةً يتساوى فيها الفرح مع الحزن يجب عليه أن يتحرّك ليعالج نفسه من تلك الحالة حتّى لا تتفاقم أكثر فأكثر ويصعب علاجها ، ذلك بأنّ العلاج و دواء النفّسي كلّما كان في بدايات مرحلة المرض كلّما كان أشدّ تأثيراً وأضمن نتيجةً ، فتعرف على ما هى الطّرق التي يمكن من خلالها معالجة حالات الإكتئاب ؟.
يعالج الإكتئاب الذي يصيب الفرد من خلال وسائل مختلفةٍ ، فقد يكون العلاج و دواء من خلال الفرد نفسه بتغيير سلوكه في الحياة ونمط تفكيره ، وقد يكون من خلال مراجعة الأطباء للحصول على العلاج و دواء السّلوكي أو العلاج و دواء عن طريق الأدوية ، وما سنركّز عليه هنا هو العلاج و دواء الذّاتي لأنّه الاحسن وأفضل ويكون هذا النّوع من العلاج و دواء بتغيير نمط تفكير الإنسان وتعزيز قدرته على قهر السّلبيات والتّحديات المختلفة ، وإنّ على الإنسان المكتئب أن يذكّر نفسه بالنّجاحات التي حقّقها في حياته وأن يعظّم شأنها دائماً لأنّها تكون حافزٌ له على بذل المزيد من النّجاحات ، كما أنّ عليه أن يبتعد عن الأفكار السّلبيّة حيث أنّها تسيطر على النّفس وتسبّب لها الإكتئاب ، وعلى الإنسان أن لا يراكم الهموم والأفكار السّلبيّة في نفسه بل ينفصل عنها وكأنّه ينظر إليها من بعيدٍ مودّعاً لها ليستقبل كلّ فكرٍ إيجابي جديد ، كما أّنّ عليه أن لا يستعمل المفردات والعبارات وكلمات وعبارات التي ترسّخ الفكر السّلبي عنده مثل كلمة مستحيل أو لا يمكن لأنّها تولّد حالةً من الضّعف وقلّة العزم في أداء الأعمال ، كما أنّ عليه أن لا يحلم كثيراً أحلام اليقظة التي إذا قورنت أحياناً بالواقع جعلت اليأس يستولي على القلوب .
وأخيراً نقول بأنّ الإيمان بالله تعالى مع حسن اليقين به والتّوكل عليه تعيين الإنسان على التّخلص من الكآبة بالاطمئنان إلى جوار الله تعالى .