يُعتبر اللّون ( الأزرق ) من الألوان الثلاثة والتي تشكّل الضوء المرئي، وتسمّى أيضاً الألوان الأوّليّة، وهي بالإضافة للّون الأزرق، هنالك اللون الأحمر وأيضاً الأخضر، وبما يختص باللّون الأزرق تحديداً فإنّ اللون الأزرق هو الأقصر مدى بالنسبة لطول موجته مقارنة بالألوان الأوليّة الأخرى، وذلك بحسب جهاز النانومتر حيث سجّل الجهاز طول موجة اللون الأزرق هي 440 نانومتر حتّى 520 نانومتر.
ويعتبر اللون الأزرق وخاصّة الأزرق الفاتح من الألوان التي تهتمّ بالكلام والبوح، وقد يرى علماء النفس وخاصّة الذي يعالجون الأطفال، بأنّ لهذا اللون دور كبير حيث تم استخدامه في معالجة النطق مع الأطفال الذين لديهم تأخّر في الكلام، حيث تبيّن بأنّ موجات اللون الأزرق تولّد الرّغبة عند الإنسان للبوح والنطق والتعبير عمّا بداخله، فيخلق لدى البعض الرّغبة في التعبير الكلامي، وهو بالتّالي اللون المختصّ بتعبير الشخص عن ذاته.
ويرى أيضاً أغلب علماء النفس والطّاقة، بأنّه في حال انعدام الكلام بين الزوجين أو التباعد بينهما وهما في المنزل نفسه، يجب التنبّه إلى ضرورة استخدام الأدوات صاحبة اللّون الأزرق، وأيضاً بإضاءة الشموع الزرقاء، لما فيها من التقريب والجذب فيما بينهما للكلام والبوح، ونضيف إلى ذلك استخدام المجوهرات وخاصّة تلك الزرقاء اللّون منها والتي تستعملها النساء، حيث ييفضّل بأن تُستعمل كعقدٍ في الرقبة بصورة تغطّي بها منطقة الحنجرة، هذه المنطقة التي لها علاقة وثيقة بمركز النطق لديها.
يعتبر اللون الأزرق الغامق هون اللون الذي يبحث دائماً عن الحقيقة، إنّه لون الهدوء وكذلك السكون، وقد وجد أنّ هذا اللون هو الاحسن وأفضل للمكاتب، حيث يمنح جو العمل الاهتمام المرتبط بالإنجاز العمل والهدوء أيضاً. وقد رأى بعض العلماء بأنّ ارتداء السيّدات في يوم معيّن هذا اللون الأزرق الغامق يعكس عن حالتها في تلك الفترة الباحثة عن حقيقة ما، أمّا ارتداء الرجل لهذا اللون وما إلى هنالك من مشتقات له كلون الكحلي مثلاً، فإنّه يعكس حينها اهتمامه بكشف الحقائق وبحثه الدائم عنها، بالإضافة لمدى اهتمامه وتفضيله للأمور المركزيّة المهمّة على الأمور السطحية والبهرجة.
ونضيف إلى ذلك ارتباط اللون الأزرق بعادات وشعوب كثيرة، فاتّخذ أسماء بلدان أو مدن، كما في المملكة الأردنيّة الهاشمية هنالك مدينة ( الزرقاء )، كما وأُطلق على بعض الأنهار مثل اسم نهر ( النيل الأزرق )، وأطلق أيضاً على بعض الأطعمة الشهيرة في العالم كطبق الـ ( كوردون بلو ) أيّ العقدة الزرقاء، ونجد اسم عصفور هو ( القيق الأزرق )، وأيضاً هنالك ( الحوت الأزرق )، و( العناكب الزرقاء )، و( الضفدع الأزرق ) وما إلى هنالك من مسمّيات حملت اسم هذا اللون .
ومن الأفكار والاعتقادات الشائعة التي ارتبط بها اللّون الأزرق عند بعض الشعوب هو اعتباره لون الحسد، فكثيراً ما سمعنا بقصص كانت قد أشارت إلى أنّ أصحاب العيون الزرقاء هم الأكثر قدرة على الحسد، وأيضاً كثيراً ما سمعنا عن خرزة زرقاء يستعملها الكثير من الناس، وذلك من باب اعتقادهم بأنّها تردّ الحسد، كنوع من ردّ قوّة تأثير ونتائج اللون باللون نفسه فتستعمل كتعويذة.
