مما لا شك فيه أن الأمن من الحاجات النفسية الضرورية للإنسان، فبدون الأمن لا يشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة، وبدون الأمن لايستطيع الإنسان أن يعيش في بلده في سلام بعيدا عن القلق والخوف والتوتر، فالأمن هو حاجة أساسية للمجتمعات ولا يستغنى عنه بحال من الأحوال.
مفهوم وتعريف ومعنى الأمن
أخطأت كثير من الأمم والحضارات حينما قاست الأمن بمقاييس ومعايير مادية بحته بعيدا عن الما هى اسباب الحقيقية التي تؤدي إليه، فلا يخفى على أحد أن الإعداد والقوة يهيئان للمجتمعات الأمن والاطمئنان، ولكن هذا الأمر بلا شك لا يؤدي إلى حالة الأمن الكاملة التي ينشدها الناس والتي أكد عليها القرآن الكريم، فتعرف ما هو مفهوم وتعريف ومعنى الأمن في القرآن الكريم ؟ هذا ما سنوضحه في هذا المقال.
مفهوم وتعريف ومعنى الأمن في القرآن الكريم
تحدثت الآيات الكريمة عن حال الأمم السابقة وطريقة كيف امتن الله عليهم بالأمن والطمأنينة في بلادهم وأوطانهم، ومن بين تلك المجتمعات الآمنة برز مجتمع قريش وتحديدا في مكة المكرمة، حيث يوجد المسجد الحرام والكعبة المشرفة، فلقد كانت القبائل العربية في الجاهلية يغزو بعضها بعضا، ويسلب بعضها بعضا، ويشيع بينها مناخ الخوف والرعب من الآخر، ويسود فيها منطق القوة والغلبة.
جاء القرآن الكريم ليذكر كفار قريش طريقة كيف كان حالهم عندما حل الأمن والطمأنية عليهم بفضل وجود حرم الله عندهم وهو المسجد الحرام في وقت غاب فيه الأمن عند من حولهم من القبائل، فالأمن هو حالة من الشعور النفسي بالاطمئنان والسكينة وعدم الخوف من المستقبل.
كما تحدث القرآن الكريم عن الأمن في مواضع أخرى كحالة مرتبطة بالإيمان الصادق البعيد عن الشرك ومظاهره، والمعاصي وأشكالها، فالله سبحانه وتعالى يعطي عباده نعمة الأمن حينما يقيمون حدوده ويلتزمون منهجه وشريعته في الحياة ويجتنبون نواهييه، قال تعالى في معرض التساؤل عن أحق الناس بالأمن والطمأنية، (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )، فمفهوم وتعريف ومعنى الأمن في القرآن الكريم مرتبط بمدى القرب من الله تعالى وشريعته، فكلما التزم الإنسان فيها كلما حلت به نعمة الأمن، وكلما ابتعد عنها حل به الخوف واستبد به القلق.
بالتالي فإن الأمن في القرآن الكريم له مفهوم وتعريف ومعنى شامل يتضمن الجانب المادي والجانب المعنوي الروحي، فمن الناحية المادية على المسلمين أن يعدوا أنفسهم ويتسلحوا بالقوة لتحقيق الأمن وردع الأعداء، ومن الناحية الروحية يجب على المسلمين إقامة دين الله تعالى في الأرض والالتزام بشريعته حتى يتحقق لهم الأمن النفسي والاجتماعي.