الصحابي
الصحابي لفظ يطلق على كل إنسان عاصر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعاش معه والتقى به وآمن برسالته وسانده على الحق، ودافع عنه عندما تعرض للأذى من قبل المشركين، ومات وهو مسلم ومؤمن بالله تعالى ورسوله الكريم، بغض النظر عن الفترة التي مكث فيها مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهناك عدد من الصحابة الذين جلسوا معه لفترات طويلة، والبعض الآخر كانت مدة جلساتهم معه مدة قصيرة.
وسواء كان من قام منهم برواية ونقل الأحاديث النبوية أم لم ينقلوا أو يرووا هذه الأحاديث، أو من قام بمشاركته في الغزوات والمعارك ومن لم يشارك، أو الأشخاص الذي دخلوا الإسلام ومن ثم ارتدوا ودخلوا مرة أخرى وماتوا وهم على دين الإسلام، فكل هؤلاء يعدون من الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم-، وهؤلاء الصحابة قاموا بتكميل المسيرة التي بدأ بها سيدنا محمد بعد وفاته، كالخلفاء الراشدين الذين قاموا بخوض الغزوات والحروب في جميع أنحاء الأرض، لكي يقوموا بنشر الدين الإسلامي.
فضل الصحابة
للصحابة رضوان الله عليهم فضل كبير وقد ورد ذلك في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على هذا الفضل، كقول الله تعالى في كتابه العزيز:" وقال تعالى: "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوي على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما".
ويعد هذه الفضل الذي خص به الصحابة مختلفا عن غيرهم من الأشخاص، وقد منع الرسول الكريم بأن يتعرض لهؤلاء الصحابة أي أحد سواء بالقول أو الفعل، ويتجلى فضلهم في أن الله تعالى مدحهم وبين لنا أنهم من الأشخاص الذين كانوا يتسمون بالشدة والقسوة على الأعداء والكفار، والرحمة والإحسان على المؤمنين، وهم أكثر الناس حرصا والتزاما بالعبادات والطاعات التي فرضها الله تعالى على عباده، وهناك الكثير من الصحابة الذين بشروا بالجنة يوم القيامة، ومن هؤلاء الخلفاء المبشرين بالجنة هم الخلفاء الراشدون، الذين قاموا بحمل الدعوة الإسلامية، وتطبيقها على نهج الكتاب والسنة.
مميزات شخصية الصحابة
الصحابة متميزون عن غيرهم من الناس، فهم من أكثر البشر الذين يتمتعون بالصفات العالية والأخلاق الحميدة والورع والتقوى والصلاح، وكل صحابي من صحابة رسول الله كان يتصف بصفات تميزه عن غيره من الصحابة، فمنهم من أطلق عليه لقب حبر الأمة وهو عبد الله بن عباس، ويعد معاذ بن جبل أعلم المسلمين بالحلال والحرام، ومن منهم من تميز بالصدق والأمانة كأمثال الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-.