تعتبر شجرة النخيل الشجرة الأقدم التي قام الانسان بزراعتها تحديداً منذ 3000 قبل الميلاد ، وتتبع في جنسها للفصيلة الفولية رتبة الفوليّات ، كما ورد ذكرها أيضاً في جميع الكتب السماوية ، حيث ذُكرت في القران الكريم 21 مرّة، موطن النخلة شرق جزر الكناري مروراً أيضاً بشمال بكل من شمال ووسط افريقيا إلى أقصى الجنوب من شرق أوروبا ، بالإضافة لجنوب آسيا من تركيا شرقاً إلى الصين جنوباً وماليزيا ، كما يتواجد 100 مليون نخلة من أصل 80 % من عدد النخيل على مستوى العالم في الأوطان العربية ، ففي العراق تتواجد أهم واحة للنخيل والأكبر في مساحتها تحديداً على ضفاف نهر العرب ، كما تعد دولة الإمارات صاحبة المصدر الأكبر للتمور على مستوى العالم .
ممّا يُميّز النخلة قدرتها على العيش في جميع الأماكن على اختلافها من صحاري ، مستنقعات ، والسواحل ، حيث تمتاز عن غيرها من الأشجار بسهولة زراعتها وسهولة استنباتها ، بالإضافة لعمرها الطويل وما تستطيع تحمله من ظروف مناخية قاسية ، حيث تعتبر المتربعة على عرش جمال الأشجار، من أنواع النخل الكثيرة نذكر : نخلة التمر ، نخلة قزمية ، نخلة صخرية ، نخلة حرجية ، نخلة سبخية ، نخلة عديمة الساق ، نخلة متدليّة ، نخلة كنارية .
ومن أهم فوائد النخلة المتعارف عليها انتاجها للتمر غذاء العرب والمسلمين المحبب والأكثر شهرة ، وما يحمله من فوائد مهمة للانسان مثل غناه بالعناصر المعدنية المفيدة اللانسان كالمغنيسيوم ، الصوديوم ، الكبريت ، والسكريات السهلة التركيب ، والفيتامينات مثل فيتامين أ ، ب 2 ، ب 1 ، د . وما تمتاز به النخلة أيضاً عن سائر غيرها من الأشجار قدرة الانسان على الاستفادة من كافة أجزائها من دون استثناء سواء أكان ذلك من ثمارها كما ذكرنا سابقاً أو ، ليفها ، نواها ، سعفها ، جذعها وجريدها .
ومن تلك الأجزاء نذكر " الجريد " الذي من فوائده استخدامه في صنع بعض من الأثاث كالأسرّة والكراسي ، كما يدخل في صناعة الورق ، ويتم استعماله لسقف المنزل . " الليف " الجزء الذي من استخداماته صناعة الحبال ، ويدخل في التنظيف والتنجيد . ويتم أيضاً صنع كل من القبعات والحقائب من " السعف " الذي يعد أحد أجزاء النخلة . أمّا " الطلع " فيتم استخراج الماء المعطر منه والذي يتم استخدامه كعلاج و دواء للأمعاء . كما يتم صناعة بعض من أدوات المنزل مثل المكانس والأطباق من " العرجون " .
ومن المعلومات الجميلة والمتصفة بالغرابة الدّالة على قدرة الخالق عزَّ وجَل وجود مجموعة من الصفات المشتركة ما بين النخلة والانسان مثل أنّ الليف الذ يقوم بتغطية النخيل يشبه لحد كبير الشعر عند الانسان ، وفي حال تم قُطع رأس الشجرة تصبح غير قادرة على النمو ، بالأضافة إلى عدد الصبغات الوراثية المتواجدة لدى الانسان هي ذاتها المتواجدة عند النخلة والتي يبلغ عددها 49 .
