الحكمة تقول أن العقل السليم في الجسم السليم ، فلا يوجد أي فصل بين العقل و الجسم ، أو التفكير و الأداء الحركي الذي يعتمد على قدرة الإنسان على العمل البدني و تحمل المجهود الشاق . في العصر الحديث تطور العمل بسبب التطور التكنولوجي الذي جعل من الماكينات تقوم بأغلب الأعمال ، و جعل هذا التحول طبيعة الأعمال تتغير بالتالي إلى أعمال ذهنية أكثر راحة بدنية للإنسان ، و لكن في المقابل فإن تلك الأعمال الذهنية بالإضافة إلى التطور السريع و المذهل في وسائل الإعلام و كم المعلومات اليومي الذي يدخل إلى عقل الإنسان جعل من الطبيعي أن يشعر الشخص بالإرهاق الذهني و عدم انتظام القدرات العقلية ، و هو ما يعتبر أحد أهم عوامل خطورة التكنولوجيا في العصر الحديث ، لأنه برغم كل هذا التطور الذي حدث في البشرية لم يستطع الإنسان أن يجد العلاج و دواء للمرض الذي يصيب العقل الذي يعد سبب تطور البشرية ، ألا و هو مرض الزهايمر . و التمارين الذهنية و العقلية هامة جداً لنشاط الإنسان و صحة بدنه و تفكريه لأطول وقت ممكن في الحياة ، حيث تدل الدراسات على أن الذين يواظبون على الرياضات العقلية و تدريب أذهانهم يومياً أقل تعرضاً للإصابة بالخرف و الزهايمر ، و لا ينفي هذا الإهتمام بالصحة العامة و التغذية السليمة حيث أن الحياة الصحية و التطور العقلي يأتي من نمط حياتي مكتمل و ليس من بعض التمرينات المحدودة مهما عظمت أهميتها .
هناك فارق بين التمرينات الذهنية التي تزيد من التركيز و استرجاع المعلومات و غير ذلك من التدريبات التي يمكن لأي شخص أن يقوم بها بشكل مستمر ، و بين الرياضات العقلية . فالرياضات العقلية هي ألعاب ذهنية تهدف للمتعة و تنشيط الذهن و التركيز ، و تزيد عن التمرينات أنها تعتمد مبدأ المكسب و الخسارة في اللعب . و من امثلة تلك الألعاب الشطرنج ، و هو من أهم الرياضات العقلية ، حيث أنه يجب أن يمارسه لاعبين إثنين و يهدف إلى تفوق أحدهما الذهني عن الآخر . بالإضافة إلى العديد من الألعاب الأخرى التي تعتمد على الأرقام مثلاً كالسودوكو ، أو غيرها كالسكرابل . إن ممارسة الرياضات العقلية تعود بالفائدة بشكل مباشر على الإنسان لأنها تزيد من نشاطه الذهني و بالتالي نشاطه البدني و قدرته على التعامل مع الآخرين و أداء الأعمال بشكل جيد و احترافي .
