أقوى واجمل وافضل ما سوف تقرأ من الأقوال والأدب والشعر للإمام محمد بن إدريس بن العباس الشافعي رحمهُ الله :
- إذا حار أمرك في شيئين ولم تدري حيث الخطأ والصواب، فخالف هواك فإن الهوى يقود النفس إلى ما يُعاب.
- أري الغر إذا كان فاضلا ترقي علي رؤوس الرجال ويخطب وإن كان مثلي لا فضيلة عنده يقاس بطفل في الشوارع يلعب.
- وجدْتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ إِذا لم أجد ربحاً فلستُ بخاسرِ .. وما الصمتُ إِلا في الرجالِ متاجرٌ وتاجرُهُ يعلو على كلِّ تاجرِ.
- إذا لا يرعاك أمراء إلا تكلفاً ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا، في الناس أبدان وفي الترك راحة وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفى، وما كل من تهواه يهواك قلبه وما كل من صافيته لك قد صفا.
- تموت الأسود في الغابات جوعاً .. ولحم الضأن تأكله الكلاب .. وعبد قد ينام على حرير .. وذو الأنساب مفارشه التراب.
- رأيي صواب يَحتمل الخطأ .. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
- طلب العلم احسن وأفضل من صلاة النافلة.
- وإخضَـع لأمِّكَ وأرضها فَعُقُوقُها إِحدى الكِبَر.
- مِن حقي أن أقول رأيي ومن حق الآخرين مناقشتي.
- مَن تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن تكلم في الفقه نما قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
- مَن غلبت عليه شدة الشهوة لحب الحياة، لزمته العبودية لأهلها، ومن رضي بالقنوع زال عنه الخضوع.
- ضحكت فقالوا ألا تحتشم ؟ بكيت فقالوا ألا تبتسم ؟ بسمت فقالوا يرائي بها عبست فقالوا بدا ما كتم .. صمت فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلم .. حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لإنتقم .. بسلت فقالوا لطيش به وما كان مجترئاً لو حكم .. يقولون شذ إن قلت لا وامعة حين وافقتهم .. فأيقنت أني مهما أرد رضى الناس لا بد من أن أذم.
- سهرت أعين ونامت عيون .. في أمور تكون ولا تكون .. فادرأ الهم ما إستطعت عن النفس .. فحملانك الهموم جنون .. إن ربّاً كفاك بالأمس ما كان .. سيكفيك في غد ما يكون.
- لو كنت مغتابا أحد لاغتبت أمي فهي أحق الناس بحسناتي.
- إذا كنت في الطريق إلى الله فأركض، وإن صعب عليك فهرول، وإن تعبت فإمشِ، فإن لم تستطع فسر حبواً، وإياك والرجوع.
- إذا المَرء أفشى سرّه بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق، إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق.
- العلم ما نفع، ليس العلم ما حفظ.
- لا ترفع سعرك فيردك الله الى ثمنك.
- قيل للشافعي رحمه الله : أخبرنا عن العقل، يولد به المرء؟ فقال : لا .. ولكنه يلقح من مجالسة الرجال، ومناظرة الناس.
- نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا .. ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا .. وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عياناً.
- تأن ولا تعجل بلومك صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلوم.
- ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء .. إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء .. ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء .. وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء .. دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء.
- رأيت القناعة رأس الغنىِ فصرت بأذيالها متمسك .. فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك .. فصرت غنياً بلا درهمٍ أمر على الناس شبه الملك.
- أكثر الناس في النساء وقالوا .. إن حب النساء جهد البلاء .. ليس حب النساء جهد البلاء .. ولكن قرب من لا تحب جهد البلاء.
- سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديقُ صدوق صادق الوعد منصفاً.
- وكم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب.
- سأل رجل الشافعي رحمه الله فقال: يا أبا عبد الله، أيُّما احسن وأفضل للرجل: أن يمكن أو أن يبتلى؟ فقال الشافعي : لا يمكَّن حتى يبتلى، فإن الله إبتلى نوحاً، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمداً صلوات الله وسلامه عليهم، فلّما صبروا مكّنهم، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة.
- ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج.
- إن كنت تغدو في الذنوب جليداً وتخاف في يوم المعَاد وعيداً .. فلقد أتاك من المهيمن عفوه وأفاض من نِعَمِ عليك مزيداً .. لا تيأسن من لطف ربك في الحشى في بطن أمك مضغةً ووليداً .. لو شاء أن تصلى جهنم خالداً ما كان ألهم قلبك التوحيدا.
- كلّما أدبني الدهر أراني نقص عقلي، وإذا ما إزددت علمًا زادني علمًا بجهلي.
- وداريت كل الناس لكن حاسدي مدارته عـزت وعـز منالها .. وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ إذا كان لا يرضيه إلا زوالها.
- من نمّ لك نمّ بك، ومن نقل إليك نقل عنك، ومن إذا أرضيته فقال ماليس فيك، كذلك إذا أغضبته قال فيك ماليس فيك.
- وأرض الله واسعة ولكن ... إذا نزل القضاء ضاق الفضاء.
- ميز كلامك قبل الكلام فإن لكل كلام جواب .. فربَ كلامٌ يمص الحشى وفيه من المزح ما يستطاب.
- إحفظْ مَشيبَكَ من عَيبٍ يُدنّسُه .. إنَّ البياضَ سَريعُ الحملِ للدَّنَسِ.
- قد مات قوم وما ماتت فضائلهم .. وعاش قوم وهم في الناس أموات.
- ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك.
- جوهر المرء في ثلاث : كتمان الفقر حتى يَظن الناس من عفتك أنك غني، وكتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راضٍ، وكتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم.
- بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي .. ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال .. تروم العز ثم تنام ليلاً يغوص البحر من طلب اللآلي.
- إذا لم يكن صفو الودادِ طبيعة ... فلا خير في ودٍ يجيء تكلفاً.
- كلّما تعلقت بشخص تعلقًا أذاقك الله مُر التعلق، لتعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيره فيصدك عن ذاك ليردك إليه.
- تنام عينك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنمِ.
- فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائياً.
- تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا مُحال في القياس بديعُ .. لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع.
- من ظن أن الرزق يأتي بقوةٍ ما أكل العصفور شيئاً مع النسرِ .. تزول عن الدنيا فإنك لا تدري إذا جنّ عليك الليل هل تعيش إلى الفجرِ.
- ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ .. فما في النار للظمآن ماء.
- إن الغريبَ له مخافةُ سارقٍ وخضوعُ مديونٍ وذلّةُ مُوثِقٍ .. فإذا تذكّر أهلهُ وبلادهُ ففؤاده كجناحِ طيرٍ خافِقٍ.
- إيّاك تجني سكراً من حنظل فالشيء يرجع بالمذاق لأصله .. فِي الجوِ مكتوبٌ عَلَى صحف الهوى من يعمل المعروف يجز بِمثله.
- أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ولم تخف سوء ما تأتي به القدر .. وسالمتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر.
- لم يبق في الناس إلا المكر والملق شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا فإن دعتك ضرورات لعشرتهم فكن جحيماً لعل الشوك يحترق.
- إذا سبّني نذل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مساببه.
- النفس تجزع أن تكون فقيرة والفقر خيراً من غنى يطغيها، وغنى النفوس كفافها فإذا أبَت فجميع ما في الكون لا يكفيها.
- العبد حر إن قنع ... والحر عبد ان طمع ... فاقنعْ ولا تطمعْ .. فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع.
- يا مَن يُعَانِقُ دُنيَا لا بَقاءَ لَها يُمسِي وَيُصبِحُ في دُنيَاهُ سَفَّاراً .. هلاَّ تَرَكتَ لِذِي الدُّنيا مُعَانَقَةً حتى تعاتقَ في الفردوسِ أبكاراً .. إن كنت تبغي جنانَ الخلد تسكنها فَيَنبَغِي لكَ أن لا تَأمَنَ النَّارا.
- ولا خيرَ في خلٍ يخونُ خليلَه ويلقاهُ من بعدِ المودةِ بالجفا.
- كلّما إزددت علماً، كلّما إزدادت مساحة معرفتي بجهلي.
- يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أراد .. يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله احسن وأفضل ما إستفاد.
- لو أصبتَ تسعاً وتسعين وأخطأت واحدة لترك الناس ما أصبتَ وأسرّوها وأعلنوا ما أخطأت!
- سأصبر حتى يَعلم الصبر أنني صبرت على شيء أمر من الصبر.
- مَن سَمع بإذنه صار حاكياً، ومن أصغى بقلبه كان واعياً، ومن وعظ بفعله كان هادياً.
- لمّا عفوت ولم أحقد على أحد، أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي حين مقدمه لأدفع الشر عنّي بالتحيات.
- ولكنني أسعى لأنفع صاحبي وعار على الشبعان إن جاع صاحبه.
- إحفظ لسانك أيها الإنسان لا يلدغنكَ .. إنه ثعبان، كم في المقابر من قتيل لسانِهِ كانت تهاب لقاءه الشجعان.
- يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً .. يَزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً.
- قل بما شئت في مسبّة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب .. ما أنا عادم الجواب ولكن ما ضر الأسد أن تجيب الكلاب.
- ولا خير في ود إمرىء متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل .. وما أكثر الإخوان حين تعدّهم ولكنهم في النائبات قليلُ.
- أقبل معاذير من يأتيك معتذراً إن يرَّ عندك فيما قال أو فجراً .. لقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلَّك من يعصيك مستتراً.
- قيل لي : قد أساء إليك فلان ومقام الفتى على الذل عار، قلت : قد جاءني وأحدث عذراً دية الذنب عندنا الإعتذار.
- وقد نهجوا الزمان بغير جرم .. ولو نطق الزمان بنا هجانا.
- رِضا الناس غاية لا تدرك، وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل، فعليك بما ينفعك فالزمه.