مقدمة
مرّت الجزيرة العربيّة منذ القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين بعددٍ من الاضطرابات والأحداث التي لم تنتهي إلا بتأسيس الدّولة السّعودية الثّالثة عام 1932 على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن فيصل بن تركي آل سعود حيث أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا يقضي بتوحيد المملكة العربيّة السّعوديّة تحت مملكةٍ واحدة واسمٍ واحد.
تأسيس المملكة العربّية السّعوديّة
وقد مرّت قبل تأسيس المملكة العربّية السّعوديّة فترات شهدت مدّ وجزر لقوّة وسلطان آل سعود، حيث كانت الدّولة السّعوديّة الأولى التي أسّسها الملك سعود عام 1744 وكانت تسمّى بإمارة الدّرعيّة حيث شملت أجزاء واسعة من الجزيرة العربيّة حتّى تمّ هزيمة تلك الدّولة على يد العثمانيين عام 1818 وتمّ اعتقال أمرائها وهدم قصورها ومحو آثارها، وفي عام 1924 بدأ ورثة إمارة الدّرعيّة يظهروا من جديد ليأسّسوا الدّولة السّعوديّة الثانية التي كان من أبرز إمرائها والد الملك عبد العزيز وهو الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، وقد كانت الدّولة في هذا الوقت تتنافس في السّيطرة مع أقاليم أخرى في الجزيرة العربية مثل حكم آل رشيد في حائل والذي كان مدعومًا من قبل العثمانيين، إلى جانب قوّة ونفوذ شريف مكّة، وفي عام 1891 تمّ إنهاء حكم الدّولة السّعودية الثّانية على يد العثمانيين وحلفائهم في الجزيرة العربّية، وقد هرب الإمام عبد الرحمن آل سعود وابنه عبد العزيز إلى قطر ثمّ إلى البحرين ثمّ ليستقرّ أخيرًا في الكويت حيث كان يحكم حينئذ الشّيخ مبارك الصّباح، وقد أقنع عبد العزيز والده في الإعداد مرّةٍ أخرى للهجوم على الجزيرة العربيّة وإنهاء حكم حلفاء العثمانيين، وعلى الرّغم من عدّة وعتاد العثمانيين وحلفائهم إلا أنّ الملك عبد العزيز نجح في حشد الرّجال وتشكيل قوام جيش للمواجهة المرتقبة، وقد حدثت عدّة معارك بين الملك عبد العزيز ورجالاته وجيش آل الرّشيد ولاحقًا مع الشّريف حسين حتّى تمكّن الملك عبد العزيز من إحكام السّيطرة على الجزيرة العربيّة وتوحيدها تحت مسمّى المملكة العربيّة السّعوديّة عام 1932.
وقد وقّع الملك عبد العزيز عددًا من المعاهدات مع بريطانيا منها معاهدة دارين عام 1915 ثمّ لاحقًا معاهدة جدّة عام 1927، وقد شهدت المملكة العربيّة السّعوديّة نقلةً نوعيّة في عهده حيث أنشأت وزارت عدّة، وقد وافت الملك عبد العزيز المنيّة عام 1953 ميلادي الموافق عام 1373 هجري في قصره بمحافظة الطّائف التّابعة لمكّة إثر نوبةٍ قلبيّة تعرّض لها.