السلطان قابوس
سلطان سلطنة عمان قابوس بن سعيد بن تيمور بن سعيد البوسعيدي، هو السلطان الثامن من سلالة البوسيعد، ويعود نسبه للمؤسس الأول لسلطنة عمان الإمام أحمد بن سعيد، ويعتبر من أقدم الحكّام في الوطن العربي، وما زالت سلطنة عمان تخضع لحكمه وسلطته، ووصل سدّة الحكم بعد أن قام بانقلاب على والده السلطان سعيد بن تيمور عام 1970م.
ولد السلطان قابوس في الثامن عشر من شهر نوفمبر من عام 1940م في مدينة صلالة الواقعة في محافظة ظفار في سلطنة عمان، المصادف الثامن عشر من شهر شوال عام 1359 هجرية، وينحدر من أسرة حاكمة ذات أصول عريقة مرّ على حكمها للبلاد فترة تجاوزت مئتي وستين عاماً.
تعليم السلطان قابوس
تتلمذ السلطان قابوس في بدايات تعليمه على يد أساتذة متخصّصين بتعليم اللغة العربية وأصول الدين ومبادئه في المدرسة السعيدية في مدينة صلالة مسقط رأس السلطان، وابتعثه والده في عام 1958م إلى إنجلترا ليواصل تعليمة في المؤسسة التعليمية (سافوك)، واستمر على مقاعد الدراسة فيها لمدة سنتين، وبعد انهائه هذه المدة انضمّ إلى صفوف طلبة الأكاديمية العسكرية الملكية ساند هيرست، وكان فيها ضابطاً مرشحاً، كان ذلك عام 1960م، وتخرج منها بعد مرور سنتين برتبة ملازم ثاني وكان حينها قد أنهى دراسته في العلوم العسكرية.
التحق بعد ذلك في الكتائب البريطانية كمتدرّب في فنون القيادة العسكرية في ألمانيا لمدة بلغت ستة أشهر، وعاود أدراجه إلى إنجلترا ليتعلّم نظم الحكم المحلي ودراسته لمدة عام واحد، كما التحق بالدورات الخاصة بأمور الإدارة وشؤونها، وفتح والده أمامه الآفاق ليجوب العالم، واستغرقت رحلته هذه مدة تسعين يوماً وكانت نهايتها العودة إلى صلالة.
تفقّه السلطان قابوس خلال سنوات جلوسه على مقاعد الدراسة في الدين الإسلامي وأموره، كما تعمّق بتاريخ سلطنة عمان وحضارتها وتعرف إليها منذ قيامها، ويشيد السلطان قابوس بدور والده خلال تعليمه؛ إذ ساهم إصراره على تعلم الدين الإسلامي ودراسة تاريخ عمان في توسيع مدى إدراكه ووعيه بما سيتحمّله من مسؤوليات عند توليه الحكم على سلطنة عمان.
اهتمامات السلطان قابوس
صبّ السلطان قابوس جُلّ اهتماماته على العلوم بمختلف أنواعها؛ فظهر اهتمامه بأمور الدين، واللغة العربية وآدابها، والتاريخ، والشؤون البيئية، وعلوم الفلك، كما دعم جلالته قيام المشاريع الثقافية وتشجيعها، ومن أهم المشاريع التي شجّع على قيامها موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، وتشجيع قيام مشروعات تحفيظ القرآن في عُمان وبعض الدول العربية، وإطلاق جائزة السلطان قابوس لصون البيئة وغيرها الكثير من الاهتمامات.
من أكثر الهوايات التي مارسها السلطان قابوس هي ركوب الخيل؛ إذ كان أوّل ما بدأ بركوب الخيل في سن الرابعة من عمره على الرّغم من قلة ممارسته لهذه الهواية نظراً لانشغاله بكثير من الأعمال، كما أنّه كان يهوى الرماية، وما عمّق محبة هذه الهواية هي التدريبات العسكرية التي لعبت دوراً فعالاً في تعزيزها، وحب التجربة والخوض بكل تعرف ما هو مستحدث، وكان يحب المشي ويعتبره وسيلةً للرياضة وإطلاق العنان للتفكير، والتصوير، والقراءة وغيرها.