جمال عبد الناصر
اسمّه جمال عبد الناصر بن حسين بن خليل بن سلطان المري، ولد في الخامس عشر من يناير في العام 1918م، في بيت والده الذي كان يقع في الإسكندرية، أصله صعيدي؛ حيث ولد والده في قرية تسمّى بني مرّ التابعة لمحافظة أسيوط، ولكنه تربّى ونشأ في الإسكندرية وكان يعمل وكيلاً لمكتب بريد خاص بباكوس، وهي حي في الإسكندرية، أمّا والدته فهي من المنيا واسمها فهيمة، وكان الراحل أوّل ابن لهما، وأنجبا بعده ولديْن الأول عز العرب والثاني هو الليثي.
في العام 1921م انتقلت العائلة إلى أسيوط لظروف تتعلق بعمل والده، ومن ثمّ إلى الخطاطبة في العام 1923م، وبدأ عبد الناصر دراسته الابتدائية في مدرسة النحاسين في العاصمة القاهرة، حيث كان يقيم عند عمه ويزور أهله في الإجازات فقط، وكان أهله يتبادلون الرسائل للاطمئنان على حالته ووضعه ودراسته، وقد توفيت والدته أثناء ولادتها لشقيقه الأخير شوقي، ولكن لم يخبره أحد بذلك إلّا بعد وقتٍ طويل.
حياة عبد الناصر وإنجازاته السياسية
يعدّ الرئيس الثاني الذي حكم جمهورية مصر العربية، من بداية عام 1956م إلى أن توفي في العام 1970م، وهو أبرز القادة الثوّار الذين كانوا الأساس في قيام ثورة الثالث والعشرين من يوليو للعام 1952م، والتي كان أبرز نتائجها الإطاحة بالملك فارق وتحوّل الحكم في مصر إلى جمهوري، أيّ عن طريق الانتخابات والترشيح، وتوّلى في الحكومة الجديدة منصب نائب الرئيس، وتمكّن من تولّي رئاستها بعد الإقامة الجبرية التي فرضت على الرئيس محمد نجيب في ذلك الوقت، وكان ذلك في الرابع والعشرين من يونيو في العام 1956م.
أدّت سياسية عبد الناصر المتبعة إلى توتر علاقاته مع الدول الغربية، ونتيجةً لذلك قامت هذه الدول بالتراجع عن دعمها المادي للسدّ العالي الذي كان يخطط لإنشائه، ولكن في العام 1956م تمكّن من تأميم القناة، حصل نتيجته على الكثير من الاستحسان والرواج في مصر والوطن العربي ككل، وبعد ذلك قامت كل من فرنسا وبريطانيا إضافةً لإسرائيل بالعدوان على مصر، لكنها سرعان ما انسحبت في نتيجةً لضغوط دولية، وهذا عزّز من مكانة جمال عبد الناصر، والذي زاد من ذلك هو دعوات الوحدة العربية التي قام بها، والتي نتج عنها توحيد كل من مصر وسوريا في الفترة ما بين 1958م و1961م.
في العام 1962م قام بمجموعة من الإصلاحات في مصر، وعلى الرغم من النسكات التي مرّت بها، إلّا أنّه استطاع أن يحصد شعبية عالية في جميع الدول العربية، ووضع دستوراً جديداً في العام 1964م، كما أنّه في نفس العام أصبح رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية، ونتيجة هزيمته في حربه مع اسرائيل قدم استقالته، ونتيجة المظاهرات الشعبية التي قام بها الشعب لمساندته، تراجع عن قراره.