عيناك عندما ودعتاني.. أقفل الكون في وجهي.. فلم أعد أرى إلا السواد.
لماذا هو الليل أسود؟! لأنه حاضنة الحزن المتولد بفراقك.
أخطأ من قال "الحمد لله أني كذبت"، فإنني لم أكذب في حيك قط.
هل علمت ما فعلت بي؟! أمازون دموعٍ يجتاحني.. رفقاً بغابات الهموم التي أرويها كل ثانية دون وجودك.
ان كان لك وطن.. فأنا فقدت وطني.. وإن كان لك حبيب.. فأنت كنت حبيبي.
نظرةٌ.. فبسمةٌ.. فغمزة.. فضحكة.. فكلمة.. فموعدٌ آخر.. فلقاء.. هكذا بدأت الحكاية.. أما إن أردت ان تعرف كيف هي الآن، فأقرأها بالمقلوب.
بينما تنام وسادتك هانئاً بنوم عميق.. تذكر فقط يوم أن كنت وسادتي.. أنا اليوم بلا وسادة.. أنا بلا أنت..
أعطني الناي وغني.. غنِّ فالحزن ولود.. ليس بعد الحزن إلا.. صوتُ نايٍ عزفُ عود.
تسمر فيّ طويلاً.. تسمر فيّ عميقاً.. فهذه هي النظرة الأخيرة.. بل قل: الرمق الأخير.
عتابٌ.. ثم لا مبالاة.. إهمالٌ.. ثم فراق.. هذه هي الحكاية باختصار.
سلامٌ على المغيِّبين أنفسهم.. لا لشيء ربما لكي لا ننساهم.
كلماتك وحدها كانت قُبَلاً تضعها على وجنتاي حتى تتوردان.. تعالَ الآن لترى كيف هما شاحبتان.
من حولك يحبك فقط إذا ظن أنك حلوى تلتهم.. وقتها جميعهم يأتون قائلين: صباحك سكر، قولي لهم لا أريد السكر.. بل صباحي زعتر.. صباحي يانع أخضر.. بدونكم.
موجة الشاطئ.. نسيم الصبا.. حفنات الرمال التي كنت تلتقطها كل عدة أمتار.. مُتكّؤك الذي أدمنت الجلوس بجواره.. جميعهم حدثوني بذات الجملة "I miss you".
تآمرت علي الأيام حتى نسيت صدى صوتك.. انعكاس صورتك على وجه القمر.. نسيت كل شيء.. لا تصدق هذا.. فقلبي يحتفظ بكل تنهيدة من تنهيداتك الباسمة منها والغاضبة.. لقد اشتقت حتى لغضبك.
ألا ليت الفراق يموت دهراً.. لأدفنه إلى تحت القبورِ.
كان القمر عاملنا المشترك.. اليوم أصبح متجّه شكاتي وآهاتي.
صحيح أن كرامتي فوق كل شيء.. إلا أن حبك تفوق.
نعم الضغط هو القاتل الصامت، فضغطةٌ على رز رفض الاتصال يقتلني بصمت.
ما قيمة الكلام عن لم يعد ينفع.. فلو أن الأرض ناطقةٌ لقالت لك: من دموعها ألم تشبع؟!
أتنفس حزناً.. أرى هماً.. أحرك أطرافي يأساً.. ولا أدير رأسي إلى عندما أخالك تناديني.
من يطفئ نار الشوق وقد اشتعلت براكينَ لا تهدأ.. أنت فقط.
هل تعلم أن عمري في جزرٍ لا يتوقف.. مرةً واحدةً تمدد.. حين أعطيتني شيئاً من قلبك.
أذهب إلى حيث تريد.. فلم يعد من الاستجداء طائل.. ولا ما يحول بينها وبينك حائل.. فكأني هواء ساكن ليس بمُمِيلٍ ولا مائل.
هل ستكمل الدرب وحدك؟ ألم نتفق على أنك لن تسرق مني كلمات وعبارات المرور لتعبر بها إلى غيري؟!
ربما كلامي ليس مؤثراً.. لأن دموعي سرقت من وجداني كل أثر.
لم تعد الضحكة تخرج صادقةً كما كانت.. حتى الحمد لله بعد السؤال عن الحال تخرج مختنقة دونما روح.