جدول المحتويات
يمكننا أن نقول -والله أعلم- أنّ الحب في الاسلام جائز، لكن ذلك ينبغي أن يكون بشروط، والدليل على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح)، وحين كان مغيث يمشي خلف زوجته بعد فراقها وقد أصبحت أجنبية عنه، كانت دموعه تسيل على وجنتيه ،فقال محمد صلّى الله عليه وسلّم: (يا عباس ألا تعجب من حب مغيث لبريرة ومن بغض بريرة مغيثاً) ثم قال لها الحبيب صلّى الله عليه وسلّم: (لو راجعته) فقالت بريرة أتأمرني؟ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (إنّما أنا شافع) قالت لا حاجة لي فيه.
شروط اذستقامة الحب
- أن يكون الحب خالياً من كافة أنواع المخالفات الشرعية، مثل: الملامسة، والتقبيل، والمفاخذة وغيرها من الأمور؛ لأنها في هذا الوضع ما زالت لا تحلّ له ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له أن يمسّ امرأة لا تحل له).
- ألّا يصافحها أو يسلم عليها؛ وذلك لأنّ المصافحة لا تجوز في الإسلام بين الرجل والمرأة الأجنبية.
- ألّا يلهي الحب المتحابين عن عبادة الله وذكره تعالى ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
- يفضل أن يكون الشخص المحب من الأشخاص الذين يستطيع كبح أنفسهم وجوارحهم، ولذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: إنّما الكلام في العشق العفيف من الرجل الظريف الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله تعالى.
- ألّا يتعرّض الشخص لمحبوبته بالذكر كأن يقوم بذكر اسمها في جماعة من الناس ولذلك يقول العلامة ابن القيم فعليه كتمان ذلك وألّا يفشيه إلى أحد من الخلق.
- ألّا يستخدم أياً من الطرق ووسائل الشركية في الوصول إلى محبوبته، ويقول ابن القيم في ذلك: فإن استعان العاشق على وصال معشوقه بشياطين من الحب اما بسحر أو استخدام أو نحو ذلك ضم إلى الشرك والظلم والكفر والسحر
- أن يكون ذلك الحب شريفاً عفيفاً كما نصّ على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى، وأن لا يحاول أن يخلو بها لقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يخلون رجل بامرأة فان ثالثهما الشيطان).