عندما يموت الإنسان يموت جسدهُ وروحَهُ تطلعُ الى بارِئُها وخالقها الله عزّ وجل ، وإذا أتى أجلها (الموت) لا يَسْتقدِم ساعه ولا يتأخّر فقال الله تعالى : { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنّها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } [المؤمنون:99-100].
عندما يموت الإنسان فإنّه يذهب الى عالم البرزخ وهو عالم الموتى ويبقى فيه الإنسان حتى يأتي يوم البعث والحساب ، فالقبر أوّل منازِل الآخره التي يوضع فيها الإنسان وفيها يسأل من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فإن أحسن في عملهِ وفي حياتهِ فقد سلم فتريه الملائمكه مقعَدَهُ في الجنه فينام بسلام حتى يأتي البعث ، فإن فَسُدَ عمله وفي حياتهِ الدنيا تريه الملائكه مقعده في النار.
ويجب أن تعلم أنّ الموت حق والكل سوف يوضع في القبر ، وهو كأس الكل سيشرَبُهُ الجميع فقال الله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } [الرحمن :26-27] ، { كل نفس ذائقة الموت } [آل عمران:185]. هل للقبر عذاب ؟ فالعذاب مثبت بالقرآن والسنَّه.
- قال تعالى : {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون } [السجدة:21] ، فقد أتى في التفسير أنّ جزء منهُ في الحياة الدنيا والجزء الأكبر في القبر والجزء الأكبر هو في الآخره (النار) .
- قال تعالى : { وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم السّاعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } [غافر:45-46] ، قال إبن كثير : أنّ هذهِ الآيه هي أكبر دليل على عذاب القبر ، حيث أنّ آل فرعون يعذَبون في اللّيل والنهار حتى قيام الساعة ومن بعدها العذاب الأكبر نار جهنّم .
- قال الرسول صلى الله عليه وسلّم :{ القبر إمّا روضه من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النار } ، { لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يريكم عذاب القبر فقالت أم بشر: وهل للقبر عذاب؟ فقال: : إنهم ليعذبون عذاباً تسمعه البهائم }
- وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلّم يدعو بعد التشُّهد الأخير (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من عذاب جهنّم ومن عذابِ القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدّجال ) .
أمّا كيف هو عذاب القبر ؟ فهو في علم الغيب ولا أحد يعلم كيف يعذّبون الكافرين فيها ، ولكن هناك عذاب قبر ، كما أنَّ هناك جنّه ونار ولكن لا نعلم كيفَ هي الجنّه والنار ، قال الله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب ) [البقره : 3] .
ما هى اسباب عذاب القبر :
- ترك الصلاة : هي عمود الدّين فإن صلُحت صَلُحَ باقي الأعمال ، ف لا نجاة من عذاب القبر إلاّ بالصلاة .
- سوء الخلق : فالدّين معاملة وخلق ، فلا تنم على أخيك ولا تشتم ولا تظلم ولا تزني فقال الرسول صلى الله عليه وسلّم (إن النبي مر على قبرين فقال: إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة).
- التهاون في المعاصي : لا تنظر الى صغر المعاصي ولكن أنظر الى من تعصي ، لا تستخف في المعصية ف الله كبير يراك عندما لا تراك الناس .
وللنجاة من عذاب القبر : عليك بالصلاة ، الصوم ، الإستغفار ، الخشية والخوف من الله عزّ وجل ، وابتعد عن الزنا ، النميمه ، الكذب .
إحذر يا أخي وأختي فوالله الدنيا سوى رحله قصيرة لا تتجاوز الثمانين وما علينا سوى الرّحيل ، أحسن في دنياك حتّى تهونَ عليك حساب القبر وعذابهِ وبعدها الفوز بالجنّة ونعيم أبدي .